يلاحظ علماء النفس عند بعض الأولاد، ولا سيّما المراهقين، ميلاً إلى التردّد. وينتج هذا التردد عادةً من ضعف الثقة بالنفس، وقد يمتزج برغبة قوية في الكمال.
 
ونرى أنّ الولد المتردّد يسعى دائماً إلى الأفضل، فيماطل في حسم الاختيار أو يتراجع عنه، آملاً أن يُتاح له خيار آخر. وتتميّز أيضاً الشخصية المتردّدة بتقلّب في الرأي والخجل، فلا يعرف الشخص ماذا يريد تحديداً ويقبل الرأي ثمّ سرعان ما يقتنع بضده.
 
قد تكون درجة ضئيلة من التردّد مفيدة لإعطاء فرصة للتفكير في الاحتمالات المختلفة والعواقب المتوقعة، ودراسة البدائل المتاحة، ورؤية الموضوع من أكثر من جانب.
 
ولكنّ القلق والتردّد ليسا سوى معوقات تؤثّر في قرارات أولادنا وتحديد مصيرهم، فتدفعهم في كثيرٍ من الأحيان إلى الخوف من تعلّم الجديد، خوفاً من الوقوع في الخطأ.
 
كما تجعلهم يفوّتون أحياناً فرصاً ذهبية. فإذا لاحظ الأهل أنّ ولدهم يتيح لهذه الانفعالات أن تتحكّم في حياته ويفتقر إلى استقلال الشخصية وتنعدم لديه روح المبادرة والإبداع، عليهم أن يتدخلّوا.
 
من المفيد أن يتعلّم الولد مهارة اتخاذ القرارات منذ صغره، فهي مهارة حياتية مهمّة جدّاً. ويمكنه أن يكتسبها من خلال تعويده على تحمّل المسؤولية، بدءاً بالمسؤوليات الصغيرة أو البسيطة أوّلًا.
 
ويحتاج هذا النمط من الشخصية إلي التعامل معه بقدر من الحكمة من خلال تأييد آرائه وتشجيعه كلّما أحرز نجاحاً بهدف دعم ثقته بنفسه والتخفيف من درجة قلقه وخجله.
 
ويجب أن يتمتّع الأهل بالوعي الكافي وتقع على عاتقهم دائماً محاولة تقديم مجموعة من الاقتراحات والخيارات حتى يسهّلوا على طفلهم عملية اتخاذ القرار.
 
كما يمكن أن يسأل الأهل الأسئلة التالية: ما سبب هذا التردّد؟ هل هو بسبب عدم إلمامك بالموضوع؟ هل هو خوف من تحمّل المسؤولية وحدك نتيجة اختيارك وقرارك؟... فبإجابته عن هذه الأسئلة سيعرف نقطة ضعفه وتبدأ منها للتغلب على التردد.
 
ويعيش المراهقون خاصّةً فترات من التردّد عندما يحين وقت اتّخاذهم القرار المتعلّق بمستقبلهم وهو قرار اختيار تخصّصهم والكلية التي يرديون الالتحاق بها. فلابد من أن يكون هناك وقت كاف ودراسة شاملة قبل اتخاذ قرار كهذا.
 
وهنا يأتي دور الأهل في مساعدتهم على جمع المعلومات الكاملة والصحيحة عن التخصص، لأنّ محاولة اتخاذ القرار مع نقص المعلومات أو مع عدم صحتها، سيؤدي إلى اتخاذ قرار خاطئ قد يندمون عليه لاحقاّ ويؤثّر على حياتهم الدراسية.