تبادل الاتهامات بين الطرفين الابرز في الطائفة الشيعية تدل على وصول مستويات الفساد الى مراحل غير مسبوقة
 

أولاً: الجيش الإلكتروني المنظّم...

بعد أن عانى المعارضون الشيعة للثنائية الشيعية (حزب الله وحركة أمل) الأمرّين على مواقع التواصل الإجتماعي من جيشٍ إلكتروني، ينهال عليهم بالسباب والشتائم، ورميهم بتُهم العمالة والخيانة، لعلّ أبسطها الصّهينة والامبريالية والسفارات، هاهي الثنائية تعترف اليوم وتُقرّ بوجود "مسؤولين" عن رصد مواقع التواصل هذه، فيجتمع هؤلاء المسؤولين لمناقشة خطبٍ مُدلهم لديهم: تبادل الاتهامات والتجريحات بالفساد والتّعدّيات وصرف النفوذ بين الطرفين.

عندما كانت كرامة المعارضين تُستباح، ومقاماتهم تُنتهك، لم يُحرّك هؤلاء المسؤولين ساكناً، أما عندما "وصل الموسى لللّحية"، وتمّ تبادل الإتهامات بالظلوع بالفساد، حتى وصل الأمر إلى "تناول المقامات المحترمة" عند الطرفين، ممّا استدعى عقد اجتماعٍ مشترك للمسؤولين عن مواقع التواصل لمعالجة الوضع الطارئ، ووقف الحملات المتبادلة، وإصدار بيان مشترك.

يُطمئن المسؤولون أنصارهم وأبناء الطائفة الشيعية بأن الحركة والحزب جسدان في روح واحدة! (غصباً عن عيون الأعداء)، وأنّ القيادة لديها قرار حاسم بمواجهة أي قضية فساد (طبعاً خارج الثنائية باعتبارها طاهرة وشريفة)، ومن ثمّ تحذير "الناشطين الهدّامين"، الذين يتناولون القيادات "الطاهرة" علناً ودون أدلّة دامغة، ليخلُص إلى وجوب الوقوف في وجههم، وإحباط محاولاتهم "الخبيثة" لكسر وحدة الحزب والحركة، هذه الوحدة العصيّة على كلّ الأعاصير التي عصفت وستعصف بها.

 

إقرأ أيضًا :  لماذا المُكابرة .. لماذا لا ترضخون لإرادة وليّ الأمر بتأليف الحكومة


ثانياً: الأموال التي تأبى إلاّ أن تُطلّ رؤوسها...

مع اعتراضنا الحازم ضد الإهانات والشتائم والقدح والذّم بحقّ أيٍّ كان، إلاّ أنّ إدانة الفساد والرشاوى وصرف النفوذ لدى كافة المسؤولين هو أمرٌ مباح وشرعي، فضلاً عن كونه واجبٌ وطني، وإذ تحسّست قيادة الثنائية الشيعية آلام  تناولها بجرائم الفساد وموبقاته، فعليها بدل تحذير الناشطين الذين ضاقت بهم مساوئ الفساد أن ينبروا لمعالجة ما تراكم من ثروات وأملاك وشركات وعقارات، لأنّ الأموال تأبى إلاّ أن تُطلّ رؤوسها، كما قال ذات يومٍ الخليفة عمر بن الخطاب(ر)، عندما مرّ ببلدةٍ ورأى بيتاً من حجرٍ وآجر، يختلف عن سائر البيوت، فسأل: لمن هذا؟ قالوا: لعاملك على المصر، فقال قوله ذلك.

تنبهّوا يا قوم، فإنّ الأموال تأبى إلاّ أن تُطلّ رؤوسها، وعند غضب الشعب وقيامته، لن تبقى أموالٌ ولا رؤوس، وللّه المُلكُ من قبلُ ومن بعد.