خسر المنتخب الوطني اللبناني مباراته الإفتتاحية في كأس آسيا «الإمارات 2019» أمام المنتخب القطري، بهدفين من دون ردّ، في ثاني مباريات المجموعة الخامسة، على استاد هزاع بن زايد في مدينة العين الإماراتية.
كانت هذه الخسارة السابعة للبنان أمام قطر، في تاريخ مواجهاتهما في 9 مباريات، ودون أن يحقّق اللبنانيون أي فوز.
 
ويحتلّ المنتخب اللبناني حالياً المركز الثالث في المجموعة متقدّماً بفارق الأهداف على كوريا الشمالية التي خسرت 0-4 من السعودية المتصدّرة بفارق الأهداف عن قطر، وبرصيد 3 نقاط لكلّ منهما.
 
وسيلعب المنتخب اللبناني مباراته المقبلة أمام السعودية، يوم السبت عند السادسة مساءً بتوقيت بيروت، على ملعب آل مكتوم في دبي، فيما تلعب كوريا الشمالية مع قطر على ستاد خليفة بن زايد في العين.
 
وحضر لقاء لبنان 7847 شخصاً أغلبهم من الجالية اللبنانية في الإمارات، الذين شكّلوا رابطة جمهور فاق عدد أعضائها الـ200 شخص، ووزّعوا زهاء ألف تذكرة مجانية لمشاهدة اللقاء من الملعب على أبواب المدرجات.
 
خيارات رادولوفيتش
بدأ المدير الفني لمنتخب لبنان المونتنيغري ميودراغ رادولوفيتش المباراة بمهدي خليل في حراسة المرمى، وبتشكيلة قوامها 3-4-3، حيث قلب دفاع نادي النصر جوان الأومري الخطّ الخلفي، وإلى جانبه ألكسندر روبرت ملكي لاعب نادي إيسكلستونا يميناً، وقائد نادي الأنصار معتزبالله الجنيدي يساراً. وتقدّمهم على الجهة اليمنى قائد نادي النجمة علي حمام، وقابله ظهير أيسر السلام زغرتا وليد اسماعيل. وفي وسط الميدان تواجد جورج فليكس ملكي لاعب إيسكلستونا وشقيق ألكسندر، وإلى جانبه قائد نادي العهد هيثم فاعور. وتواجد على الجناح الأيمن المحترف في هيادوك سلبيت الكرواتي باسل جرادي، أما على الأيسر فقد لعب قائد المنتخب حسن معتوق، وتقدمهما مهاجم أبولون سميرنيس اليوناني هلال الحلوة.
 
بعد أن استقبلت شِباك لبنان الهدف الأول، دفع رادولوفيتش بنادر مطر في وسط الملعب بدلاً من المدافع ألكسندر ملكي، ناقلاً رسمه التكتيكي من 3-4-3 إلى 4-3-3 (د72). ومن ثمّ زجّ بسمير أيّاس بدلاً من فليكس ملكي لتنشيط خطّ وسط ومحاولة إدراك التعادل (د76)، إلا أنّه لم يوفّق بتبديله. وبعد الهدف الثاني استبدل معتزبالله الجنيدي وأدخل مكانه محمد حيدر (د84)، إلا أنّ التبديل كان متأخراً.
 
تشكيلة قطر
فضّل المدير الفني الإسباني لمنتخب قطر فليكس سانشيز البدء بسعد الشيب في حراسة المرمى، وبرسم تكتيكي مشابه لنظيره اللبناني 3-4-3. وقد شارك في الخطّ الخلفي بيدرو ميغال إلى جانب طارق سلمان وباسم الراوي. وفي وسط الميدان تواجد أسيم ماديبو يميناً ومقابله عبدالكريم العلي يساراً، وتوسّطهما كريم بوضياف وخوخي بوعلام. وتقدّم الخطّ الأمامي المعزّ علي، وشارك أكرم عفيف على الرواق الأيسر، وحسن الهيدوس على الأيمن.
 
في الشوط الثاني أسرع سانشيز بتبديلاته، ففي الدقائق الـ17 استبدل بوضياف وزجّ مكانه بعبدالعزيز حاتم (د55)، وعبدالكريم حسن مكان عبدالكريم علي (62)، وذلك لتنشيط جبهته اليسرى. وقبل الختام بستّ دقائق أخرج مهاجمه حسن الهيدوس ليحلّ مكانه أحمد علاء الدين.
 
شوط أول مملّ
إستحوذ «العنابي» على الكرة في النصف الأول من المباراة، دون أن يصيب المرمى اللبناني بأي تسديدة، مواجهاً استماتة الأومري والجنيدي وألكسندر أمام التصويبات.
 
فيما كانت الخطورة اللبنانية عبر الركنيات التي أثمرت هدفاً ملغياً عبر علي حمام، الذي وصلت الى قدمه إحداها صوّبها بقوة في الشباك (د37)، إلا أنّ الحكم الصيني نينغ ما عاد الى مساعده الطاجكي، ليحتسب خطأ على جورج فليكس ملكي الذي دفع منافسه القطري.
 
وكانت الغلبة القطرية بكثرة العرضيات إلى داخل الصندوق اللبناني، فواجههم لاعبو لبنان ببعض الفنيات من جرادي والحلوة، ورميات التماس الموجّهة إلى رأس فليكس الذي أُعطيَ حرية هجومية أكبر من فاعور. فيما أحكم حمام منطقته بوجه أكرم عفيف الذي بدا شبه غائب عن المشهد الأول.
 
وتركّزت الهجمات الخليجية على ماديبو والكرات الطويلة الموجّهة إلى رأس الهيدوس والمعزّ علي. وانتهى الشوط الاول على وقع تسديدة عالية من معتوق فوق العارضة (د44).
 
شوط ثانٍ مفاجئ
حاول رجال الأرز الهجوم في مطلع الشوط الثاني والانتفاض وتشكيل الخطورة، وكادوا ينجحون، لولا تسرّعهم في بعض الأحيان. فقد أبطأوا بالتصرّف في هجماتهم المرتدة أمام منافسهم الذي سارع لاعبوه الى غلق المساحات.
 
وفي الدقيقة 64 إحتسب الحكم الصيني ركلة حرّة للقطريّين، صدّها معتوق بيده وهو يحاول حماية وجهه، فرُفعت بوجهه البطاقة الصفراء، واحتُسبت ركلة حرّة مباشرة أقرب (من حوالى 23 متراً)، فكسرت قطر التعادل من خلالها، وسدّد المدافع الشاب بسام الراوي كرة قوية سكنت قلب مرمى الحارس مهدي خليل (د65).
 
كان هدف السبق القطري إنذاراً قوياً للبنانيّين الذين حاولوا الإنتفاض، لكنّ التسرّع والتوتّر وتشتّت تركيز اللاعبين حالت دون نجاحهم بمعادلة الكفة، ولا حتّى بالمحاولة بين الخشبات الثلاث القطرية. ومع حلول الدقائق العشر الأخيرة كان لاعبو العنابي قد أرسلوا 13 عرضية إلى الصندوق اللبناني، الذي لم يردّ لاعبوه سوى ثلاث مرت سالمة على الفريق الخليجي.
 
وفي ظل محاولات اللبنانيّين للوصول إلى المرمى القطري، انطلق أكرم عفيف بسرعة الى الجهة اليسرى ومرّر إلى البديل عبدالعزيز حاتم، الذي سدّد أرضية قوية صدّها معدي خليل نحو المهاجم الشاب المعز علي، هداف كأس آسيا 2018 دون 23 عاماً، ليتابعها الأخير في المرمى الخالي، مهدياً قطر أول 3 نقاط لها في البطولة (د79).
 
بعد الهدف الثاني تلقّت المنطقة اللبنانية أكثر من كرة كان خليل لها بالمرصاد، وأبرزها كان التصدّي لانفراد أحمد علاء الدين في الدقيقة الأولى من الوقت البدل عن ضائع.
 
لبنان واجه تشكيلة شابة
وتعد تشكيلة قطر من الأصغر سناً من بين المنتخبات الـ24 المشاركة، فسبعة لاعبين منهم تواجدوا في التشكيلة التي تُوّجت بكأس آسيا تحت 19 سنة عام 2014 في ميانمار، وأبرزهم متوسّط الميدان أكرم عفيف. ودرب سانشيز هذه المجموعة في كأس آسيا تحت 19 سنة، قبل أن يُشرف على منتخب تحت 23 عاماً.
بدوره، عجز لبنان عن تحقيق أول فوز له في البطولة، بعد أن خرج بشكل مخيب من نسخة 2000 التي استضافها. وكان لبنان قريباً من المشاركة القارية قبل 4 سنوات في أستراليا 2015، إلا أنّه تخلّف بفارق هدف واحد عن الصين. وبقي هجوم لبنان صائماً عن التهديف للمباراة السادسة توالياً.