رغم نفي موسكو أي تأثير في انتخابات «الكنيست»
 

رغم النفي الروسي الرسمي لأي علاقة لموسكو في المعركة الانتخابية المقبلة للكنيست الإسرائيلي، أصرّت أوساط استخبارية في تل أبيب على وجود عدة إشارات تدلّ على مثل هذا التدخل، وعلى أن «جيش السايبر» الإسرائيلي تمكّن من صد عدة محاولات عملية كهذه من «دولة عظمى أجنبية»، لم يسمِّها.

وكان رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) ناداف أرغمان، قد تحدث في هذا الموضوع معرباً عن قلق أجهزة الأمن من تدخلات خارجية من الممكن أن تؤثر على نتائج انتخابات الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، المقرر إجراؤها في التاسع من شهر أبريل (نيسان) المقبل. وتحدث أرغمان خلال مؤتمر «أصدقاء جامعة تل أبيب»، الليلة الماضية، في الموضوع باعتباره حديثاً داخلياً، لكن عدداً من الصحافيين حضروا وتلقفوا الخبر وراحوا يبثونه، فأصدرت الرقابة العسكرية أمراً يمنع نشر التصريح، بدعوى أنه «لا يوجد داعٍ لأن ينكشف الجمهور على مثل هذه المعلومات الأمنية الحساسة»، فهدد الصحافيون بالتوجُّه إلى المحكمة، فسمحت الرقابة بنشر التصريح لكن من دون تسمية الدولة، إلا أن رئيسة حزب «ميرتس» اليساري، تمار زاندبرغ، كشفت بمبادرتها أن الحديث يجري عن روسيا، ولمحت إلى أن الحديث يجري عن مصلحة الرئيس فلاديمير بوتين في إعادة انتخاب بنيامين نتنياهو، وقالت: «نطلب من القوى الأمنية أن تتأكد من أن بوتين لن يعمل لصالح صديقه الطاغية، بنيامين نتنياهو».

وجاء النفي الروسي على لسان المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، الذي قال، حسب وكالة «إنترفاكس» الروسية، فقال إنه يدعو إلى عدم التطرق إلى تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية، فهي مرفوضة نهائياً. وأضاف: «روسيا لم تتدخل، ولا تتدخل، ولا تنوي التدخل في الانتخابات في أي دولة في العالم».

وفي عودة لتصريحات رئيس «الشاباك»، فقد جاء في النص الذي سمحت الرقابة بنشره، أنه لا يستطيع أن يحدد في هذه المرحلة لصالح مَن سيتدخل هذه البلد أو على حساب أي من المتنافسين الإسرائيليين. وقالت الرقابة إنها لا تسمح خلال هذه المرحلة بالكشف عن هوية الدولة المذكورة، وأشارت إلى أن هذه الظاهرة باتت منتشرة ومعروفة في جميع أنحاء العالم خلال السنوات الأخيرة. وفي أعقاب الكشف عن تصريحات أرغمان، تقدمت عضو الكنيست أييليت نحمياس - فيربين (حزب العمل)، بطلب مناقشة عاجلة في اللجنة الفرعية للأمن السيبراني التابعة للجنة الأمن والخارجية بالكنيست. وصرح مراقب الدولة، القاضي يوسف شبيرا، بأنه وضع خطة لمراقبة سير المعركة الانتخابية، وأنه سيضع موضوع التدخل الأجنبي في نطاق مراقبته. وقال: «الانتخابات في هذا العصر تضع أمامنا تحديات خطيرة للتجسس والتأثير الأجنبي».

وفي محاولة للنأي عن النفس في هذا الموضوع، صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأن إسرائيل تملك كل الأدوات لمنع أي تأثير أجنبي على الانتخابات.

يذكر أن الحديث عن احتمالات التدخل في الانتخابات الإسرائيلية جاء في وقت يبدو فيه أن المنافسة على منصب رئيس الحكومة المقبلة تزداد حدة، وأن نتائج استطلاعات الرأي الداخلية التي يجريها «الليكود» بدأت تقلق نتنياهو، خصوصاً بعدما نُشِر أن المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، عازم على استدعاء نتنياهو، لجلسة استماع لرأيه في الشبهات القوية التي تتبلور ضده في ملفات الفساد، خلال الشهر المقبل.

وفي نتيجة مفاجئة، أشار استطلاع للرأي أجرته القناة العاشرة الإسرائيلية، ونشرته مساء أول من أمس (الثلاثاء)، إلى سباق محموم بين نتنياهو ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، بيني غانتس، إثر دخوله مضمار الحلبة السياسية والإعلان عن تأسيس حزب جديد، «مناعة لإسرائيل». فقد أظهر الاستطلاع أن 41 في المائة من الناخبين الإسرائيليين يفضلون بقاء نتنياهو في المنصب، في حين حصل غانتس على دعم 38 في المائة من المستطلعة آراؤهم، وقال 21 في المائة إنهم لا يملكون جواباً. وحول قناعة الجمهور الإسرائيلي بادعاءات نتنياهو بـ«أن التحقيقات منحازة ضده»، قال 33 في المائة إنهم يعتقدون أن نتنياهو صادق في تصريحاته، فيما قال 49 في المائة إنهم لا يعتقدون ذلك، وقال 18 في المائة إنهم لا يعرفون.