فرض الإعلام الإلكتروني واقعاً جديداً بكل المقاييس، واخترق الحواجز المكانية والزمنية بفضل ما يملكه من قدرات ومقوّمات للوصول والنفاذ للجميع.
 

يمرّ الإعلام العالمي بشكل عام بنقطة إنعطاف حادة بسبب تأثير التطورات التكنولوجية المتسارعة التي تشكل تحدِّياً مستمراً، من أجل إستقطاب أكبر شريحة من الجمهور ومواكبة تفضيلاته وإعتماد الأساليب والأنماط المناسبة له. فبروز شبكات التواصل الإجتماعي وإنتشارها وإستخدامها دون ضوابط، جعل الفرد يتفاعل معها بحرية كاملة، وأصبحت بالنسبة له في كثير من الحالات المصدر الأول للحصول على المعلومات.

منافسة شديدة وضارية
شهد الإعلام العالمي على مستوى تكنولوجيات الإعلام والإتصال، تحوّلات جذرية في السنوات الأخيرة، كان أبرزها ظهور شبكة الانترنت وتحوّل منصات التواصل وسيلة تفاعلية لنشر الأخبار، أتاحت الفرصة أمام الأفراد والجماعات والمؤسسات للوصول إلى المعلومات وبحجم هائل وسرعة فائقة، أو إرسالها ونشرها على نطاق واسع لم يسبق له مثيل في التاريخ. في السياق عينه أصبحت منصات التواصل الإجتماعية أحد المصادر الأوّلية للأخبار بالنسبة للكثير من المستخدمين، وباتت تستقطب المعلنين لنشر إعلاناتهم فيها، بتعريفات مالية أقل بكثير ممّا تطلبه وسائل الإعلام بشكل عام. وأكدت العديد من الدراسات أنّ معدل الوقت الذي يقضيه مستخدمو الإنترنت في تصفّح المنصات الإجتماعية يفوق ما يقضونه على وسائل الإعلام الرقمية وفي مشاهدة نشرات الأخبار على المحطات التلفزيونية. فقد لعبت منصات التواصل الإجتماعية دوراً هاماً في حياة الغالبية العظمى من المستخدمين في كافة جوانبها، ما خلق منافسة شديدة وضارية مع وسائل الإعلام التقليدي، دفعت بالأخيرة إلى إعادة تكوين نفسها، لتندمج في الإعلام الإلكتروني الجديد وتكون جزءاً منه. فمنصات التواصل الإجتماعية باتت بالنسبة للمؤسسات الصحافية والإعلامية بكافة أشكالها، بوابةً لترويج الروابط التي تنقل القراء إلى صفحاتها على موقعها الرسمي، ووسيلة للوصول إلى فئات جديدة من الزوار والمتابعين. فبعد أن كان إنتشارها محدوداً، أضحى بفضل منصات التواصل يصل لمئات الآلاف بل للملايين حول العالم. وفي هذا السياق أكدت العديد من الدراسات أنّ وسائل الإعلام والصحف التي ليس لديها موقع إلكتروني وحسابات على التواصل الإجتماعي، تحكم على نفسها بالموت.

سلبيات وإيجابيات
تتميّز المنصات الإجتماعية، بسرعة نشر الخبر، ووصوله إلى آلاف المستخدمين بطريقة سهلة وغير مكلفة، وإلغاء العوائق الجغرافية والمسافات، وإظهار الوجه الإجتماعي أو الإنساني للأحداث. في المقابل من سلبيات هذه الوسائل هو سهولة غسيل الأخبار وإختلاق الإشاعات فيها، وتعامل المستخدم معها دائماً كمصدر موثوق للمعلومة.