أي تغيير في السياسة الخارجية الإيرانية لا يحدث بشكل مفاجئ وإنما يسبقه إعداد داخلي كما حدث في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما
 

قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني اليوم أن "الأمريكيين أرسلوا إلي رسالة للتفاوض أثناء زيارتي للعاصمة الأفغانية وجددوها للمرة الثانية متهما الرئيس الأمريكي بالكذب عند ما يقول بأن إيران أرسلت رسالة للتفاوض معهم".

بدوره، قال الرئيس دونالد ترامب يوم الأمس بأن "انسحابه من الإتفاق النووي ترك تداعيات واسعة على إيران ما جعلهم يسحبون قواتهم العسكرية من مختلف المناطق"، مضيفاً "أن  إيران طلبت التفاوض مع الولايات المتحدة".

هذا وإن ترامب هو من أبدى رغبته بالتفاوض مع إيران يوم الخميس الماضي وأضاف أن طهران غير جاهزة حالياً.

إقرأ أيضًا: هل تنازلت إيران عن شعار محو إسرائيل؟

ونُلاحظ أن الرئيس ترامب أوقع نفسه في تناقض واضح. فهل تغيّر شيء بين الخميس الماضي والأمس؟ 

بالتأكيد لم يتغير شيء خلال تلك الفترة القصيرة لدى الإيرانيين ولا شك أن إيران اختارت الصمود أمام العقوبات الأمريكية وضغوطها التي هي الأقسى طيلة أربعة عقود من عمر النظام الجديد. 

وعليه فإن أي تغيير في السياسة الخارجية الإيرانية لا يحدث بشكل مفاجئ وإنما يسبقه إعداد داخلي كما حدث في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عندما قدم المرشد الإيراني آية الله خامنئي تنظيراً شرعياً وتاريخياً لما اعتبره مرونة بطولية مستشهداً بصلح الإمام الحسن مع معاوية. 

إقرأ أيضًا: بومبيو وظريف يُعيّدان بعضهما البعض

أما الوضع الحالي فإنه مختلف تماماً عما كان عليه في عهد أوباما، حيث أن خلفه وضع أقسى العقوبات الممكنة من أجل جرّ إيران إلى الجلوس على طاولة التفاوض مع أمريكا والوصول معها إلى اتفاق جديد. 

وفي حين راهن الرئيس ترامب على رضوخ إيران لضغوطه ورفعها راية الإستسلام بفعل العقوبات المدمرة التي أعيدت على إيران إلا أنها يبدو واثقة بالنفس أكثر بكثير مما كان يتوقع، فإن إيران إستعادت ثقتها بالنفس بعد مرور شهرين ونجحت في خفض قيمة العملة الأجنبية بمستوى 40 في المائة خلال الشهر الماضي.