استبعدت "القوات اللبنانية" امكانية ان تستعيد سوريا مقعدها داخل الجامعة العربية قريبا على رغم المساعي المبذولة لإعادتها الى الجامعة، إذ من غير المتوقع ان تؤدي هذه المساعي الى نتائج فورية وان يُحسم هذا التوجه قبل انعقاد القمة الاقتصادية العربية في لبنان، فضلا عن ان لا مصلحة للدول العربية
 في ان تستعيد سوريا مقعدها بشكل تلقائي وان يأتي ممثلها الى لبنان في ظل خصوصية وحساسيات لبنانية معينة.

وشددت مصادر "القوات" على "وجوب عدم النظر الى سوريا وكأنها سوريا القديمة التي حكمت لبنان بين عامي 1990 و2005، فهناك معطيات جديدة اليوم واساسا هناك سفارة لبنانية في سوريا وسفارة سورية في لبنان والتعاون هو بالحد الادنى وسيستمر قائما على هذا المنوال. كذلك فان النظام السوري لم يعد كما كان في المرحلة السابقة ولن يتمكّن من التدخل في لبنان وممارسة وصايته عليه فهو اساسا لا يستطيع فرض سيادته على ارضه في ظل تنازع النفوذ الخارجي الروسي ـ الايراني ـ الاميركي ـ التركي ـ الاسرائيلي.

وبالتالي سوريا اليوم مقسمة ومشرذمة ولذلك كل المخاوف من عودتها الى لبنان غير مشروعة.فسوريا القديمة لن تعود الى ما كانت عليه واي محاولة لاستعادة مقعدها في الجامعة العربية تدخل من ضمن حسابات عربية الهدف منها ان يكون العرب جزءا لا يتجزأ من التسوية المقبلة في سوريا وان يكون لديهم موطىء قدم داخلها في مواجهة القوى الاقليمية الاخرى وعلى منزلة منها وبالتالي الامور لا تتجاوز هذا الحد والقرار في دمشق هو عمليا في موسكو ولكل هذه الاعتبارات الامور معقدة وما يحصل جزء من ترتيب وهندسة للتسوية المقبلة لاعادة تنظيم الوضع داخل سوريا  ولذلك الامور لا تخرج عن هذا السياق.

وبالنسبة لنا ناخذ في الاعتبار اولا خصوصية الواقع اللبناني وثانيا العلاقة الملتبسة التاريخية القائمة بين لبنان وسوريا واولويتنا بالمطلق هو وقف اي تدخلات خارجية بالشأن اللبناني مع الاخذ في الاعتبار بطبيعة الحال ان هنالك احكاما قضائية مسبقة تبدأ بمتفجرات ميشال سماحة ولا تنتهي بتفجير مسجدي التقوى والسلام وفي مطلق الاحوال الاولوية بالنسبة لنا تبقى الحفاظ على استقرار لبنان والالتزام بسياسة الناي بالنفس والدفع باتجاه تشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن والا الذهاب باتجاه تفعيل حكومة تصريف الاعمال من اجل لجم التدهور الاقتصادي الكبير".