كيف لدولة محترمة أن تسمح لمواطنيها بالمرور في ضهر البيدر بهكذا أحوال جوية قاسية ؟
 

 

لم يعد ينفع الكلام للأسف مع هذه الطبقة السياسية ، فالفساد نخرها حتى العظم ، والوقاحة وصلت بها حد غضّ النظر عن الكوارث التي تنزل كالصواعق على رؤوس اللبنانيين . 

" نورما " عاصفة جديدة تضرب لبنان ، لا شيء في الأحوال الطبيعية يستدعي الغرابة أو الإستهجان ، فالموسم شتائي بامتياز ولبنان معتاد على هكذا عواصف .

لكن بلد الأرز والثلوج لعنته الأبدية  ليست الطقس  والعواصف بل سلطة سياسية فاسدة خرّبت الإدارات والمؤسسات والأخلاق .

هذه السلطة لا تتعامل مع الأحداث الطارئة بإجراءات إستباقية أو خطط مسبقة ، بل تنتظر الكارثة لتحل لتتعامل معها على مبدأ سياسة الترقيع .

وعندما تمرّ العاصفة ، الخراب يلحق بالمواطنين ولا أحد يُعوّض عليهم ، وفي حال تم التعويض فلا يكون على قدر الخسائر .

وبالتالي ، فإن " نورما " اليوم عرّت الدولة اللبنانية ، بمسؤوليها وأجهزتها وحكامها ، وفضحت نتائج فسادهم ، الذي ظهر في البنية التحتية السيئة وغياب خطط تنظيم السير وإنعدام التنسيق بين الأحوال الجوية وباقي المؤسسات .

فكيف لدولة محترمة أن تسمح لمواطنيها بالمرور في ضهر البيدر بهكذا أحوال جوية قاسية ؟ ألم تكون على إطلاع على حالة الطقس مسبقاً وحجم الطرقات والضرر اللاحق بها ؟

 

إقرأ أيضا : حمادة: لا تمديد لعطلة المدارس بسبب العاصفة

 

 

والنتيجة بالمحصّلة ، أن عدد كبير من المواطنين إحتجزوا في سياراتهم على طريق ضهر البيدر والثلوج تنهمر عليهم بسبب فساد الدولة .

بالطبع ، " نورما " أذلّت الشعب اللبناني اليوم وهي في أول أيامها ، وجعلتهم يدفعون أثمان خياراتهم الإنتخابية الخاطئة منذ أشهر . فعسى أن يكون ذلك درساً كافياً للبنانيين . 

رحم الله جورج حاوي الذي قال في يوم من الأيام " الطبقة السياسية اللبنانية هي أكثر من أذلّت اللبنانيين ، واللبناني مش هك ، اللبناني راسو مرفوع وهالطبقة وطتلو راسو ..."

 

 

( الصورة بعدسة : نبيل إسماعيل ).