وزير الخارجية الأميركي سيسعى خلال جولته المنتظرة إلى رص التحالفات الإقليمية في إطار جهود الولايات المتحدة للتصدي لنفوذ إيران.
 
 تحاول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تطويق التأثيرات السلبية للانسحاب من سوريا ليس فقط على الداخل الأميركي، ولكن أيضا على العلاقة مع الحلفاء في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما سيكون بلا شك محور الجولة المنتظرة لوزير الخارجية مايك بومبيو إلى المنطقة.
 
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية الجمعة أن بومبيو سيقوم بجولة تشمل ثماني عواصم في الشرق الأوسط الأسبوع المقبل لإجراء محادثات تركز بشكل خاص على ملفات اليمن وسوريا وإيران.
 
ويبدأ بومبيو جولته في الثامن من يناير وتستغرق ثمانية أيام يزور خلالها عمان والقاهرة والمنامة وأبوظبي والدوحة والرياض ومسقط وأخيرا الكويت.
 
وقال مسؤول أميركي إن بومبيو سيؤكد في محادثاته مع دول الخليج والحلفاء الآخرين على رسالة مفادها أن أميركا “لن تترك الشرق الأوسط”.
 
وأثار التناقض، الذي ظهر بين مواقف الرئيس ترامب وبومبيو، في تفسير خفايا الانسحاب، وكذلك الردود السلبية من الاستراتيجية الجديدة في سوريا، والتي صدرت من نواب في الكونغرس ومن قيادات عسكرية مؤثرة، مخاوف لدى حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، خاصة أن الانسحاب بدا إخلاء غير مدروس للملعب أمام إيران وتركيا وروسيا.
 
ولم تنجح تصريحات بومبيو الأخيرة في تبديد مخاوف حلفاء الولايات المتحدة من نتائج الانسحاب خاصة أنه يمكن أن يتحول إلى هدية مجانية لإيران التي ستعمل على ملء الفراغ وتقوية نفوذها في سوريا، وخاصة تثبيت طريق سالكة من طهران إلى بيروت.
 
وبدت الخطوة الأميركية متناقضة تماما مع مساع رسمية عربية لإعادة فتح قنوات التواصل مع دمشق والحيلولة دون سقوط سوريا تحت النفوذ الإيراني، وهو انفتاح يأتي ضمن ترتيبات دولية لإنجاح الحل في سوريا.
 
وسيسعى بومبيو إلى رص التحالفات الإقليمية في إطار جهود الولايات المتحدة للتصدي لنفوذ إيران.
 
وينتظر أن يلقي بومبيو في محطته الثانية بالقاهرة خطابا حول التزام الولايات المتحدة “بالسلام والازدهار والاستقرار والأمن في الشرق الأوسط” كما أوضحت وزارة الخارجية.
 
وستكون على جدول أعمال محادثات الوزير الأميركي في أبوظبي والرياض ومسقط والكويت أيضا الحرب في اليمن حيث دخل وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ في مدينة الحديدة بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة اليمنية إثر محادثات سلام جرت في السويد.