زيارة الأسد إلى بيروت وحجم المواجهة المرتقبة بين مؤيدي النظام السوري ومعارضيه
 

اذا ما تمت دعوة النظام السوري من قبل حكومة تصريف الأعمال أو من قبل حكومة مُفرج عنها بعد مخاض شهور من التشاورات المملة يكون الرئيس الحريري قد سقط بالضربة القاضية لحرقه آخر ورقة من أوراق القوّة التي تمتع بها من لحظة وراثته لأبيه الشهيد الرئيس رفيق الحريري والتي أضاعها أو ضيّعها أو حرقها واحدة تلو الأخرى نتيجة تخبط تيّار المستقبل بمواقف هزيلة جعلت منه تيّاراً هشّاً بعد أن كان طليعياً في قيادة جبهة 14 آذار.

يبدو أن العرب قد حسموا أمرهم وعزموا على العودة الى دمشق من باب النظام بعد أن أخفقوا في تغييره وعلى دعوة النظام الى مجلس الجامعة العربية دون مراعاة للحرب ولنتائجها ولمواقفهم منها ومن دعمهم وجهدهم المبذول لمعارضة لم تحسن استخدام اللحظة التاريخية التي تهب على سورية كل 40 سنة.

إقرأ أيضًا: الحكومة بين وعد نصرالله وعهد عون

هذا الحسم وهذا العزم سيفرض نفسه على حكومة لبنان وتحديداً على شخص رئيسها الذي لا يستطيع الابتعاد عن الموقف العربي عموماً والسعودي خصوصاً رغم أن المملكة لم تغازل حتى الآن نظام الأسد لذا يُدرك الرئيس سعد الحريري حراجة موقفه من عودة نظام الأسد من بوابة لبنان الذي يئن من زئير الأسد بعد أن أكل عظام اللبنانيين ولم يبق لحماً ولا مرقاً طيلة حكم سورية للبنان وهناك من يمهد الطريق لعودة الوصاية السورية من قبل حلفاء لا مكان لهم في الميزان اللبناني بدون المكيال السوري.

لا شك بأن اللبنانيين منقسمين يميناً ويساراً حول العلاقة مع النظام السوري وطالما أن حلفاء النظام أقوى من معارضيه فستكون الغلبة لأقوياء النظام السوري ولكن هذا ما سيعرض لبنان لموجة جديدة من الانقسام الشارعي خاصة وان من يحتشد خلف الرئيس الحريري هم من أشدّ أعداء النظام السوري سواء من قبل مناصرين أو من قبل الطائفة التي يمثلها والتي ستعتبر أن هزيمة مشروع تغيير الأسد قد تلقى مساندة فعلية وحقيقية من قوى تسعى جاهدة الى جعل لبنان مأسوراً سورياً.

إقرأ أيضًا: قراءة سريعة في سنة لبنانية بطيئة

سواء حضر الأسد أو لم يحضر وسواء دعيّ النظام أم لم تتم دعوته الى بيروت ليكون عربياً الى جانب إخوته العرب يبدو المشهد في لبنان متوتراً من ازدياد حجم نفوذ الأسد من خلال حلفائه الذين يمسكون بقرار لبنان وما مرجعية السيد نصرالله في موضوع تشكيل الحكومة وفق وعده الاّ صورة حيّة عن حقيقة لبنان السياسية وما اختباء الآخرين خلف مخاوفهم المتعددة الاّ دليلاً على هزالة أعداء النظام السوري وهذا ما سيعود بلبنان الى ما قبل ثورة الأرز أي الى التوازن المخلّ بالطوائف وبأحزاب العرب غير السوريين.

من الطبيعي الترقب والانتظار لما ستكون عليه مواقف كل من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط  والحكيم الماروني سمير جعحع من موضوع يمس أمن الزعيمين مباشرة كيّ نحدّد سلفاً حجم المواجهة المرتقبة في شارع الاعتراض على عودة نظام الأسد الى لبنان.