كُنّا نرغب يا معالي الوزير أن نفرح معك ونُهنّئك بقدوم العام الجديد، ونأمل بقيام حكومة جديدة، لولا أنّك عوّدتنا على نشر الأغاليط
 

قال الشاعر الراحل السّاخر أحمد فؤاد نجم ذات يومٍ بأنّ الرئيس جمال عبدالناصر كان يتوجّه للمواطنين المصريّين كلّما وقعت أزمة طارئة، أو حصل حدثٌ مُستجدّ يستدعي التوضيح والشرح والمعالجة، فتهدأ الأمور، وتتيسّر شؤون العباد، في حين كان الرئيس أنور السادات يتوجّه للمواطنين بمناسبة وبلا مناسبة، لمجرّد الاستعراض الإعلامي، والاستعلاء والتّباهي والتّذاكي، فتحدث مشكلة في البلد جرّاء تصريحاته. 

إقرأ أيضًا: زياد أسود..الفساد لا طائفة له ويحظى بإجماع وطني

هذه حالُنا اليوم مع الوزير جبران باسيل، فرغم وجود أزمات مُستدامة عندنا استعصت على الحلول، وانسدادات تامّة في آليات عمل السلطة، وبدل أن يلوذ الوزير بالصّمت ويحاول إخفاء خيباته المتواصلة، ويشعر بالخجل والخزي من أحوال البلد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، إذ به يخرج على اللبنانيين ليلة رأس السّنة من مُنتجعه المُرفّه في "اللقلوق"(حيث لا يمكن لغالبية اللبنانيين مُجرّد المرور أمام منتجعات "اللقلوق")، ليصف لهم بلُغة شاعرية ركيكة وأخطاء لغوية فاقعة (زرقاء السماء بدل زُرقة السماء، وصفراء الشمس بدل صفرة الشمس) والحمد للّه لم يقل حمار الشمس، وبياض الثلج وبرتقالية الأفق (لتتلائم مع لون التيار البرتقالي). وبلغة المنجّمين يرى باسيل من نافذته "اللقلوقيّة" نافذة أمل وثقة ورؤية لبلدنا، ليستمدّ القوة ويستكمل ما بدأه دون توقُّف،، وهكذا يكون عندنا حكومة مع بداية العام 2019، حكومة عادلة وفعالة ومتضامنة مع رُؤى باسيل، ليزداد سُموّه مع "صفار الشمس وخضار الأرز وترابية الأرض" شموخاً وقوّةً وثباتاً.

إقرأ أيضًا: يا سبحان الله، يلحنون ويربحون، وحُكّامُنا يكذبون ويحكمون

كُنّا نرغب يا معالي الوزير أن نفرح معك ونُهنّئك بقدوم العام الجديد، ونأمل بقيام حكومة جديدة، لولا أنّك عوّدتنا على نشر التفاهات والأغاليط والأماني المعسولة الكاذبة، فضلاً عن انغماسك مع تيّارك بالمزيد من الفساد وانعدام المسؤولية (مع شُركائك في السلطة طبعاً) والتّزاحم على المناصب الحكومية التي تبيض ذهباً، أمّا أنّك تزداد يوماً بعد يوم شموخاً وثباتاً وقوّة ، فهذا مردّه على الأغلب لثبات وقوة وشموخ سيد الضاحية، ولعلّه راسخ بسبب مأساة اللبنانيين بطبقة فاسدة استحكمت بمفاصل البلد وأطبقت عليه، أكلت الأخضر واليابس، ولم تُبق للفقراء سوى صرير البرد وأنين المرضى وتضورات الجوعى، والانتقال من خيبة إلى خيبات، ولم يكن ينقصنا سوى بعض "اللقلقة" من "اللقلوق" حسب تعبير الصديق كريم جابر.