والله يا نائب جزّين...الفساد مُستشرٍ بالأسود والأبيض، وبالألوان أيضاً، في كافة الوزارات والإدارات والمؤسسات العامة
 
معه حقّ النائب زياد أسود في حملته الأخيرة على الفساد ، فلن تجد لبناني واحد يمكن أن يقتنع بعدم وجود فساد في الوزارات التي عدّدها أسود في تغريداته: المالية والداخلية والزراعة والعمل والمواصلات وغيرها، وزارات تعجّ بالفوضى والرشاوى ونهب المال العام، وبلغة "أسود" الطائفية: الفساد في هذه الوزارات هي التي يشغلها تيار المستقبل وحركة الرئيس نبيه بري، أي الوزراء المسلمون الذين "استولوا" على وزارات الخدمات هذه، في حين تسود الشفافية والنزاهة والاستقامة وحفظ المال العام، وحُسن الإدارة والأداء والإنتاجية في وزارات التيار الوطني الحرّ من الطاقة إلى الخارجية، إلى الدفاع فالاقتصاد والتجارة وصولاً إلى وزارة البيئة. ولم يُكمل النائب أسود فيُخبرنا عن الفساد الذي يستوطن في موازنات رئاسة المجلس النيابي، كذلك في رئاسة مجلس الوزراء والسراي الحكومي، وهو بالطبع لن يعرُج على ما يسود في موازنة رئاسة الجمهورية حيث النزاهة والاستقامة وحفظ المال العام.
 
والله يا نائب جزّين...الفساد مُستشرٍ بالأسود والأبيض، وبالألوان أيضاً، في كافة الوزارات والإدارات والمؤسسات العامة وصناديق مجلس الجنوب ومجلس الإنماء والاعمار ومجلس المهجرين، أمّا المعترين فلهم الله والسّتر والعافية.
 
أمّا ما نُحبّ أن تتذكّره جيداً يا سعادة النائب، أنّ الفساد لا طائفة له، ويكاد أن يُصبح ركناً أساسيّاً في بُنية الدولة والمجتمع، وبحمده تعالى، والذي لا يُحمدُ على مكروهٍ سواه، عندنا إجماع وطني عليه، وهذا من الأمور العزيزة النادرة، فإذا أردت أن تكون خارج الإجماع، وتُغرّد خارج السرب، فهذا شأنك، وإذ نُبارك ونشُدّ على يدك، لكن، يُستحسن أن تبدأ بمحاربته داخل تيار الوزير باسيل الإصلاحي، قبل رشق زجاج الناس بالحجارة، فهذا أدعى للحرص والمصداقية والوطنيّة يا رعاك الله، وكل عام وأنتم بخير، والوطن ينعم بالسلامة والاستقامة.