أكد عضو تكتل "​لبنان​ القوي" القس النائب ​ادغار طرابلسي​ أن التواصل بين الفرقاء لم يتوقف لايجاد حلّ لأزمة تشكيل ​الحكومة​، لافتا الى ان هذه الأزمة لن تطول والمشاورات ستعود لتتكثف مطلع العام المقبل، خاصة وأن هناك ملفات ضاغطة ستسرّع تلقائيا وتيرة ​الاتصالات​ سواء التطورات الاقليمية، أو الملف الاقتصادي أو اقتراب انشاء منصات ​النفط​ في شهر شباط المقبل وصولا الى مشاريع "سيدر".

واعتبر طرابلسي في حديث لـ"النشرة" أن من حق "​اللقاء التشاوري​" أن يتمثل في الحكومة في حال تحوله الى كتلة نيابية، وهذا ما قصده ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ عندما تحدث من ​بكركي​ عن قواعد وأعراف يتم الخروج عنها. وقال: "وزير الخارجية ​جبران باسيل​ نادى منذ اليوم الأول بوجوب اعتماد العدالة في التوزيع، كما قاعدة موحدة لاحتساب عدد الوزراء مقارنة بعدد النواب، فاذا كان يحق لكل 4 او 5 نواب أن يتمثلوا بوزير، فكذلك يتوجب توزيع الوزارات سواء السيادية او الخدماتية او الأساسية او وزارات الدولة بشكل عادل على الفرقاء".

ورأى طرابلسي أنه لا يمكن لكتلة صغيرة أن تنفرد بوازارات وازنة ويبقى للكتل الكبيرة وزارات دولة غير منتجة ما يجعلها غير قادرة على تأدية دورها. وقال: "يتم اعلاميا تصوير الموضوع وكأن الوزير باسيل يتصرف في الملفّ الحكومي عن طمع، وكأنه يسعى لانتزاع مقاعد من باقي الفرقاء، علما ان كل ما في الموضوع هو السعي لعدالة توزيع الوزارات".

وأشار طرابلسي الى ان ​قانون الانتخاب​ الجديد الذي يعتمد النسبيّة استوجب ارساء قواعد ثابتة مرتبطة بعملية ​تشكيل الحكومة​، وهو ما استدعى المد والجزر الذي شهدناه في الأشهر الماضية. وأضاف: "طبيعة القانون السابق كانت مختلفة أما اليوم فنحن امام آخر يستدعي وضع قواعد معينة لانجاز عمليّة تشكيل الحكومات وخاصة اذا لم نكن بصدد حكومة أكثرية".

وردا على سؤال، أكّد طرابلسي أن اتفاق ​مار مخايل​ ثابت ولم يتزعزع، معتبرا ان بعض اللبنانيين يعبرون تحت ضغط الاعلام ويقومون بالفعل وردة الفعل، لكن على مستوى القيادات، الموضوع مختلف وان كان ما حصل قد يتطلب بعض الوقت لمعالجته الا أن التفاهم لم يتزعزع.

وتطرق طرابلسي للمستجدات التي تشهدها ​سوريا​ وبالتحديد لناحية الانفتاح العربي والخليجي المستجد عليها، وقال: "نحن في لبنان لم نقطع علاقتنا بها كي ننفتح عليها مجددا، باعتبار ان التبادل الدبلوماسي ظل قائما بين البلدين كما الخدماتي، لكننا للأسف نعيش نوعا من الازدواجية غير المقبولة لوجود فريق يرتبط ايديولوجيا ب​دول الخليج​، وهو لا شك اليوم محرج نتيجة التطورات الحاصلة، والارجح أنه سينقلب على مواقفه وآرائه لمواكبة المتغيرات المتسارعة. وأضاف: "​الدول العربية​ والخليجية تعود تدريجيا الى رشدها بعدما شاركت بالحرب على سوريا والعودة عن الخطأ في نهاية المطاف فضيلة".