عندما يتكلم أهل الفنّ في السياسة
 

"هل من الطبيعيّ أن يقحم أهل الفنّ أنفسهم في السياسة؟"، طرحي لهذه الجدليّة في هذا الوقت يأتي بعد إنخراط العديد من الفنانين العرب والأجانب في النشاط السياسيّ.

لا شكّ أنّ الفنان مواطن مثله مثل أيّ مواطن آخر، أيّ شأنه شأن غيره من المواطنين، فمن البديهي أن يُبدي رأيه في القضايا العامّة التي تهمّ بلاده والشعب الذي ينتمي إليه.

 ويعتبر البعض أنّ الفنّ والسياسة لا يمكن فصلهم، الفنّ واجب ثقافي له علاقة بالمرحلة الحاليّة، الفنان من واجبه تناول الهمّ السياسيّ وتسليط الضوء على ما يحدث.

في هذا السياق، رأى الناقد الفنّي طارق الشناوي في حديثٍ صحفيٍّ له،  أنّ هنالك عدد من الوقائع التي طالت بعض الفنانين بسبب السياسة، حيثُ إعتبر أنّ الراحلة وردة تعرّضت للإضطهاد بسبب المباراة الشهيرة التي جمعت مصر بالجزائر في تصفيات كأس العام قبل  سنوات عدّة، ووقتها صدرت تعليمات شفهيّة من أنس الفقي، وزير الإعلام وقتها، بعدم إذاعة أغاني وردة، وكان هناك توجه من قبل نقابة الموسيقيّين وقتها لطرد وردة من النقابة بسبب الموقف بين البلدين.

إقرأ أيضًا: هل تنكسر الجرّة بين التيّار والحزب؟؟

وأتي خالد أبو النجا وبسمة وكذلك عمرو واكد على رأس قائمة  النجوم الذين تعرّضوا للهجوم بسبب المواقف السياسيّة، ويكفي أن الثنائي واكد وبسمة يمتلكان مسلسلا يحمل اسم "أهل اسكندرية"، من تأليف بلال فضل لم يعرض رغم انتهائه منذ سنوات، وقيل إن السبب يعود إلى موقف الثلاثي السياسيّ، كما أن العمل يحمل هجوماً على الشرطة المصريّة.

وهناك نماذج متعدّدة لنجوم هوليوود الذين عبّروا عن مواقفهم السياسيّة من أشهرها، موقف الممثلة جين فوندا المناوئ لموقف بلادها الرسمي من حرب فيتنام، وموقف مارلون براندو الذي لم يكن يكفِ عن توجيه النقد الشديد للسياسة الأميركيّة بشكلٍ عامّ.

وخلال زمن الربيع العربي، نشط العديد من أهل الفنّ في السياسة حيثُ إندمجوا بهموم الشعوب العربيّة في زمن التفكك والإنقسام العربي – العربي، لكلّ فنان جمهوره في وطنه الصغير والكبير ولا نستطيع أن نغض النظر عن مدى  مدى تأثيره على ذلك الجمهور أو على قاعدته الشعبيّة، وبالتالي لابدّ من ردّة فعل وتفاعل وتأثر بما يذهب اليه من آراء عبر مواقع التواصل الإجتماعيّ لكنّ المشكلة تكمُن أنّ أهل الفنّ لايمتلكون قراءة سياسيّة معمّقة أوّ مخرونًا ثقافيًّا وفكريًّا.