من هم البعض الذين قصدهم رئيس الجمهورية في وضع تقاليد جديدة لتأليف الحكومة.
 

منذ الانتكاسة المتعلقة بالوزير السني السادس، عادت الأمور إلى المربع الأول، والاتصالات بين المعنيين بتشكيل الحكومة متوقفة، وهناك مَن يقول أنها لم تغادر هذا المربع لتعود إليه، فمنذ أيار الماضي، تاريخ تكليف الرئيس الحريري تشكيل الحكومة فإن المناورات لم تصل بعد الى نتيجة وكانت هي الغالبة، وبين المناورات والإنجازات فارق كبير.

السؤال بعد كل الذي حصل هو: وماذا بعد؟ 

لا أحد يملك الجواب، لكن كلامًا قاله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من بكركي، من شأنه ان يكشف حقيقة المشكلة وأن يؤكد أن عملية التشكيل ليست قريبة.

قال رئيس الجمهورية: "يبدو أن البعض يضع تقاليد جديدة في عملية التأليف لم نكن نعرفها من قبل، وهي بحاجة إلى بعض الوقت لحلها".

إطلاق رئيس الجمهورية لهذه القنبلة فجَّر سيلًا من الأسئلة والاستهدافات والمؤشرات.

إقرأ أيضًا: الناس في واد والطبقة السياسية في وادٍ اخر

ماذا قصد رئيس الجمهورية؟ ومَن قصد؟ 

لماذا اكتفى بالحديث عن "البعض"؟ وما المغزى من ترك الباب مفتوحًا أمام الأحتمالات لمعرفة هذا "البعض"؟ 

ما هي "التقاليد الجديدة في عملية التاليف"؟ ومَن هم الذين يحاولون وضعها؟ 

ما المقصود بأن حل هذه "التقاليد الغير مألوفة" تحتاج إلى وقت، فهل نحن أمام جولة جديدة من الإنتظار؟ وإلى متى؟  

مخيف جدًا ما طرحه رئيس الجمهورية، وكبير جدًا، لكن الأهم منه أن تتبلور الأجوبة عن كل ما طُرِح.

إقرأ أيضًا: المصالح الخاصة فوق مصلحة الناس والوطن!

ليس سرًا ان العقدة الأخيرة في عملية التشكيل هي عقدة توزير السني السادس، فهل الآلية الجديدة التي تُدار بها عملية اختيار السني السادس هي "التقاليد الجديدة" التي تحدث عنها الرئيس؟  

الكلام من بكركي نزل كالصاعقة عند المعنيين بعملية التشكيل، وكأن على رؤوسهم الطير، فلم يعلقوا بل التزموا الصمت، ولكن ماذا بعد هذا الصمت؟ وما الغاية منه؟ 

لا أحد قادر على التكهن بما يمكن ان تحمله الأيام القادمة على مستوى تشكيل الحكومة، فالسنة الجديدة الآتية بعد أيام، سيدخل إليها اللبنانيون يجرجرون الخيبة والإحباط من وضع اقتصادي غير محتمل الى وضع مالي غير مريح إلى المخاطر من ضياع فرصة مقررات مؤتمر سيدر، إلى تلاشي مفاعيل تقرير "ماكينزي"، فهل ستتبخر كل هذه الأمور بسبب "التقاليد الجديدة" التي يحاول البعض فرضها في عملية تشكيل الحكومة؟  

الوضع لم يعد يُحتَمَل، فهل البلد أمام تطورات سلبية لم تعرفها في أسوأ المراحل السابقة؟ كل شيء وارد.