الوضع في تونس بعد اقدام صحافي على حرق نفسه في مدينة القصرين، حظي باهتمام الصحف الفرنسية اليوم. وفي الشأن الفرنسي، سلطت هذه الصحف الضوء على جدل جديد محوره ألكسندر بينالا المعاون السابق للرئيس إيمانويل ماكرون.
 

" بعد إحراق صحافي نفسه في تونس، الشباب التونسيون ينتفضون"، عنونت "ليبراسيون"، وقالت الصحيفة انه قبل أيام قليلة من الذكرى الثامنة لثورة الياسمين التي وضعت حدا في يناير 2011 لديكتاتورية بن علي، تجري اشتباكات ليلية بين متظاهرين معظمهم من الشباب وقوات الامن. وقد اندلعت اشتباكات جديدة ليل الثلاثاء الأربعاء في جبنيانة، شمالي صفاقس، ثاني مدينة في تونس تشهد توترا على خلفية اضرام الصحافي عبد الرزاق زرقي النار في نفسه في مدينة القصرين غرب البلاد، احتجاجا على البطالة والأوضاع المتردية في المحافظة.

واعتبرت "ليبراسيون" ان عملية الانتحار تذكّر بقيام الشاب محمد البوعزيزي البائع المتنقل في مدينة سيدي بوزيد بإحراق نفسه في 2010، ما أشعل ثورة الياسمين التي تلاها انتقال ديمقراطي لم يفلح في ردم الهوة الاقتصادية والاجتماعية بين مدن البلاد.

"القصرين مقياس الضغط الاجتماعي في تونس"

هكذا رأت صحيفة "لاكروا"، في سياق تطرقها الى التوتر الذي شهدته المدينة التونسية ليوميْن على خلفية انتحار صحافي احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية الصعبة في مدينته. اليومية الفرنسية اعتبرت القصرين رمزا للمأزق الاجتماعي على خلفية ازمة سياسية تعرقل الانتقال الديمقراطي في تونس.
القصرين-تتابع "لاكروا" هي مقياس للضغط الاجتماعي المتصاعد في تونس، وتخشى حكومة يوسف الشاهد التي تتخبط في ازمة وسط تجاذبات سياسية، تخشى ان يتم استغلال الاحتجاج لإضعافها.  

في فرنسا، جدل جديد محوره ألكسندر بينالا المعاون السابق للرئيس إيمانويل ماكرون.

بعد نشر معلومات صحافية أشارت إلى زيارة قام بها لتشاد مؤخرا المعاون السابق للرئيس إيمانويل ماكرون، قبل ثلاثة أسابيع من زيارة الرئيس الى تشاد لتفقد القوات الفرنسية المنضوية تحت عملية "برخان"، أعلن قصر الإليزيه الثلاثاء أن ألكسندر بينالا "ليس موفدا رسميا ولا غير رسمي" للرئاسة الفرنسية، وإذا قدم نفسه على هذا النحو فهو مخطئ"، و"ليس لدينا أبدا وسطاء في العلاقات التي نقيمها مع رؤساء الدول الأفريقية. الرئاسة الفرنسية-بهذا التأكيد-تريد تجنب جدل آخر، علّقت صحيفة "ليزيكو"، وقالت اليومية الفرنسية ان الرئيس ايمانويل ماكرون "لم ينته على ما يبدو مع معاونه السابق اليكسندر بنالا"، الذي تسبب له في أول ازمة سياسية في ولايته الرئاسية بعد تعنيفه لأشخاص على هامش تظاهرات في الأول من أيار/مايو في باريس.
أما صحيفة "لوباريزيان" فقد علقت أن بنالا يُصفي حساباته مع الاليزيه، قائلا ان "هناك رغبة في تصفيته" ومشددا على انه "قام بمرافقة وفد اقتصادي فرنسي الى تشاد في إطار الاستثمار، وهو ما سمح له بلقاء الرئيس ادريس ديبي، ولا علاقة لايمانويل ماكرون، ولا الاليزيه بزيارته"، قال المسؤول الأمني السابق الذي كان مقربا من ايمانويل ماكرون خلال حملته الرئاسية، وظل مقربا في بداية ولايته الرئاسية حتى استقالته.

"بيروت وديغول لديهما تاريخ مشترك"

صحيفة "لوفيغارو" حاورت سفير لبنان في فرنسا رامي عدوان بمناسبة تقديمه معهد شارل ديغول الذي سيتم تشييده قريبا في بلاده، انه "برنامج طموح جدا" قالت الصحيفة.
وعن مؤسسة شارل ديغول التي تأسست في 1971 فهي تحمل ارث الرئيس الفرنسي الأسبق وتقدم العديد من الخدمات وخاصة في المجال الأكاديمي في فرنسا، قررت ان تنتشر في انحاء العالم، وتمت المصادقة على مشروعيْن في الصين وفي لبنان.
في لبنان-تتابع الصحيفة-سيرى معهد شارل ديغول النور خلال الأشهر المقبلة، وسيقدم مبادرات طموحة للتبادل والتدريس حول "النموذج الديغولي".

وعن اختيار بيروت لاحتضان معهد شارل ديغول-قال سفير لبنان في باريس لصحيفة "لوفيغارو"، انها واحدة من عواصم الفرنكوفونية في العالم، ولكن قبل كل شيء فان لبيروت وشارل ديغول تاريخا مشتركا، فما بين 1929 و1931 تم تعيين القائد ديغول مسؤولا عن القوات الفرنسية في بلاد الشام، وقد عاش وعائلته في منزل تقليدي في بيروت في حي كانتاري، وهذا المنزل المكون من ثلاثة طوابق مع فناء داخلي، لا يزال قائما.
ديغول-تضيف صحيفة "لوفيغارو"-وجد عائلة ثانية في لبنان، ابان الانتداب الفرنسي، وفي خطاب القاه ديغول في جامعة القديس يوسف "حث الشباب على بناء دولة تراعي المصلحة العامة". ومعروف-كما تذكّر اليومية الفرنسية-فان اللبنانيين "كانوا خلال اندلاع الحرب العالمية الثانية وراء من سيصبح زعيم فرنسا الحرة".