أيام قليلة ونستقبل العام 2019 تاركين خلفنا أحداثًا كثيرة لعام 2018، نعرض إليكم أهم الأحداث التي تركت بصماتها على لبنان
 

كان العام 2018 غنيًا بالأحداث السياسيّة التي خضّت الأرضية اللبنانية، وفتحت ملفات شائكة أثارت جدلًا إعلاميًا وشعبيًا واسعًا، فما هي أبرز هذه الأحداث؟

الإنتخابات النيابية:

مع إطلالة العام 2018 كانت الأطراف السياسة منهمكة في التحضير للإنتخابات النيابية التي جرت في 6 آيار، في ظل تحالفات وصفت بأنها الأغرب في تاريخ لبنان، فقد فرض القانون الإنتخابي الجديد الذي اعتمد النسبية للمرة الأولى تفاهمات متغايرة من دائرة إلى أخرى بعيدًا عن الإنقسام السابق بين فريقي الثامن والرابع عشر من آذار، ولأن الإنتخابات لم تجري منذ 9 أعوام فقد اتخذت المعركة طابعًا مصيريًا.

تشكيل الحكومة اللبنانية: 

بما أن الرئيس سعد الحريري المتمسك بالتسوية السياسية التي أبرمها مع رئيس الجمهوية ميشال عون عام 2016، كُلف مرة جديدة بتشكيل حكومة ما بعد الإنتخابات، والتي غرق مسار تشكيلها بالعقابات وارتفعت الإتهامات خصوصًا بين الحريري وحزب الله تارةً اتهامات بعرقلة التشكيل رفضًا لنتائج الإنتخابات وتارةً أخرى بفرض موازين لا تخدم مصلحة لبنان.

إضافةً إلى الخلاف على الحصص الوزارية مع إدراك الجميع أن الحكومة قد تستمر لسنوات ويجب الإستفادة منها عبر إنتزاع حقائب وزارية وازنة.

المصالحة التاريخية:

من ضمن أهم الأحداث التي مر بها لبنان هذا العام هى إجراء مصالحة تاريخية بين القوات اللبنانية وآل فرنجية بعد 40 عامًا من الخلافات، وتحديدًا منذ مجزرة إهدن في 13 تموز عام 1978.

وتعود أسباب القطيعة إلى فترة الحرب الأهلية اللبنانية، حين هاجمت القوات اللبنانية بقيادة "سمير جعجع" مقر آل فرنجية في مدينة إهدن وتسبب الهجوم في مقتل والد فرنجية ووالدته وشقيقته البالغة من العمر سنتين ونصف السنة وثلاثين من أنصاره، وعلى الرغم من نفي جعجع للإتهامات التي وجهت إليه بتحمله المسؤولية بشكل مباشر عن مقتل عائلة سليمان فرنجية أو عن أي قرار بإصدار الأوامر بارتكاب المجزرة، ولكن الحادثة أثرت بشكل كبير على مسيحييّ الشمال وخلقت شرخًا كبيرًا بين منطقتي "إهدن وبشري"، وبقي هذا الجرح مفتوحًا حتى إتمام المصالحة في تشرين الثاني الماضي.

الوضع الإقتصادي المتدهور:

كما في السياسة كذلك في الإقتصاد فقد خرجت تحذيرات شتى بشأن الأوضاع الإقتصادية المتدهورة في لبنان، ولعل أبرزها التحذيرات التي تتناول إمكانية خسارة القروض التي وعدت الدولة اللبنانية بالحصول عليها في مؤتمر سيدر في بباريس في شهر نيسان.

الأزمات الإجتماعية والبيئية:

يقفل اللبنانيون الباب على عامهم الحالي حاملين كما في كل عام أزمة النفايات، التي تفتقد إلى حلول بيئية مستدامة، إضافةً إلى أزمة انقطاع التيار الكهربائي لمدة 16 ساعة يوميًا في بعض المناطق، كذلك أزمة تلوث وتقنين المياه في معظم المناطق اللبنانية لا سيما في بيروت وضواحيها، مرورًا بأزمة السير الخانقة والتي تقدر كلفتها بنحو ملياري دولار سنويًا، إضافةً إلى كثرة الحوادث والتي أدت إلى وقوع أكثر من 7000 جريح و 400 قتيل.

إقرأ أيضًا: الإنهيار قادم في لبنان ... إغلاق مؤسسات تجارية ومديونية مرتفعة

انتهاك السيادة اللبنانية:

في 4 كانون الأول أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية سميت بـ "الدرع الشمالي" من أجل البحث عن أنفاق عابرة للحدود شمالي البلاد قد يستخدمها "حزب الله" في مواجهته المستقبلية ضد إسرائيل.

بدوره، أكد الرئيس ميشال عون على التزام لبنان احترام القرار 1701 بحرفيته، مشيرًا إلى أن إسرائيل تواصل انتهاك السيادة اللبنانية برًا وبحرًا وجوًا بمعدل 150 خرقًا كل شهر، معتبرًا أن ادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن وجود قواعد عسكرية لـ "حزب الله" في محيط مطار بيروت لا أساس لها من الصحة، مشددًا على أن لبنان سيواجه أي اعتداء إسرائيلي ضد سيادته.

بري وباسيل: 

في 29 كانون الثاني اندلعت تراشقات كلامية غير مسبوقة في لبنان بين "التيار الوطني الحر" و"حركة أمل" بعد تسريب شريط فيديو لوزير الخارجية جبران باسيل يتهم فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري بتهديد المغتربين الشيعة لمنعهم من المشاركة في مؤتمر للطاقة الإغترابية في إفريقيا، قائلًا: "هيدا مش رئيس مجلس، هيدا بلطجي".

وفي 29 نيسان، قال بري في كلمة له عبر شاشة خلال إحتفال "عهد القسم" في صور: "هناك اليوم من يحاول أن يسلط الطريق لتطيير رسالة لبنان وتدميرها عبر سواح انتخابيين، أحدهم يبرغت اليوم في دائرتنا، يتكلمون عن حرية تلة مغدوشة ونسي من حررها، وعن المشاركة ودائرة جبيل خير دليل على المشاركة التي يتمتعون بها".

تشريع الحشيشة: 

في 18 تموز أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن المجلس النيابي بصدد التحضير لإقرار القوانين اللازمة لتشريع زراعة الحشيش المحظور في إطار جهود رسمية للنهوض بالإقتصاد المتردي في البلاد.

علمًا أن إعلان بري جاء بعد اقتراح شركة استشارات عالمية مكلفة وضع خطة للنهوض بالإقتصاد اللبناني، بتشريع زراعة الحشيش للإستخدام الطبي، والتي كانت تعد قبل عقود صناعة تدر ملايين الدولارات قبل أن تجرمها السلطات.

وهاب والحريري:

في 30 تشرين الثاني انتشر على وسائل التواصل الإجتماعي مقطع فيديو لرئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب، يتوجه فيه إلى رئيس الحكومة اللبنانية وعائلته بكلام غير لائق متهمًا إياه بسرقة المال ونهب ثروات الدولة لسد العجز، والذي أدى لاحقًا إلى قطع طرق في مختلف المناطق اللبنانية من قبل أنصار تيار الحريري.

وفي 2 كانون الأول، توفي محمد أبو ذياب مرافق وهاب متأثرًا بجروح أصيب بها أثناء مداهمة قوات الأمن منزل وهاب بناء على إشارة من النيابة العامة التمييزية بعد أمتناعه بسبب عن المثول أمامها في إطار شكوى رفعت ضده بعد إدلائه بتصريحات مسيئة بحق رئيس الحكومة المكلف. 

نهر الليطاني: 

في تشرين الأول سجّلت بورصة المجرى الأساسي لنهر الليطاني مليارًا ومائتي مليون نوع من الجراثيم القاتلة.

وفي 8 تشرين الثاني أصدرت وزارة الصناعة قرارات بإقفال 79 مصنعًا غير مرخصة كلها مخالفة وهي من أصل 117 مصنعًا وجّهت اليها قرارات للتقدّم بطلبات تسوية أوضاعها، وتساهم بالتلويث البيئي عامة وبتلويث نهر الليطاني خاصة. 

أما في 12 كانون الأول أصدر وزير الصناعة الحاج حسين حسن قرارًا بإقفال معمل "ميموزا" لأنّه لا يعملُ بالشكل الكافي ويلوّث مجرى نهر اللّيطاني.

قمع الحريات وتوقيف ناشطين وإعلاميين: 

في حزيران الماضي قام نشطاء وحقوقيون لبنانيون بإعتصام سلمي في وسط بيروت ضد القمع، دفاعًا عن حق التعبير واحتجاجًا على التراجع غير المسبوق في حرية التعبير وفي مستوى الحريات بكل أشكاله بعد حملات أمنية متكررة استهدفت نشطاء وذلك بسبب تعليقات نشروها على حساباتهم الشخصية انتقدوا فيها الرؤساء الثلاثة وتحميلهم مسؤولية الفساد والوضع الإقتصادي والمعيشي المتردي في لبنان.

إذًا، على وقع بصيص أمل في المستقبل القريب يستعد اللبنانيون لوداع عام 2018، واستقبال عام 2019 بآمال جديدة على الرغم من التحديات والأزمات التي تواجه البلاد.