أصدق «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» بقدر ما لا أصدق الرئيس دونالد ترامب ومزاعمه عن إنجازات أو تحقيق وعود انتخابية وغير ذلك.

الرئيس الاميركي وعد خلال الانتخابات ببناء جدار مع المكسيك لمنع المهاجرين غير الشرعيين من دخول الولايات المتحدة. الكونغرس رفض ذلك وأقر في وقت سابق من هذه السنة تخصيص مال لأمن الحدود.

ماذا قال الرئيس ترامب تعليقاً على ذلك؟ هو قال: بدأنا نبني الحائط، وأنا فخور بذلك. هو لم يقل إن رئيس الأقلية في مجلس الشيوخ تشك شومر ورئيسة الأقلية في مجلس النواب نانسي بيلوسي يعارضان بناء الجدار.

الرئيس قال إن بناء الحائط بدأ 86 مرة قبل الانتخابات النصفية، وهذا ليس صحيحاً. هو زعم 36 مرة أن الولايات المتحدة أنفقت على حروبها في الشرق الأوسط سبعة ترليونات دولار، كما زعم أن الديمقراطيين تواطؤا سنة 2016 مع روسيا في انتخابات الرئاسة 48 مرة.

التواطؤ الثابت هو بين حملة ترامب في الانتخابات وروسيا وقد شارك فيها زوج ابنته جاريد كوشنر وآخرون، وهذا ثابت جداً رغم أن دونالد ترامب ينكره.

أحد أسوأ مزاعم الرئيس أنه أقر أعلى خصم في الضرائب في تاريخ الولايات المتحدة، وأن ما فعل يزيد على إجراءات إدارة رونالد ريغان. هذا ليس صحيحاً لأن الأرقام لا تكذب مثل البشر. إدارة ريغان أنقصت الضرائب سنة 1981 بنسبة 2.9 في المئة وهو رقم لا تقترب إجراءات ترامب الضريبية منه أبداً.

هو كرر موقفه من الضرائب 99 مرة ولم يكن صادقاً، فالرؤساء دوايت ايزنهاور وليندون جونسون وبيل كلينتون أقروا خفضاً في الضرائب يزيد كثيراً على ما زعم ترامب.

في غرابة ما سبق أن الرئيس الاميركي زعم 37 مرة أن صناعة الصلب الاميركية تبني مصانع جديدة. الصحيح هو أن شركة واحدة في ولاية إلينوي أعادت استعمال مصهرين للصلب.

هو زعم أيضاً ان استثمارات أميركية في المملكة العربية السعودية ستبلغ الرقم 450 بليون دولار، إلا أن الرقم الأصلي كان 350 بليون دولار والاستثمارات حتى الآن أقل من ذلك كثيراً. بل أن ترامب زعم أن إدارته أوجدت مليون وظيفة جديدة وهو رقم خرافي لا دليل عليه أبداً.

طبعاً هناك الحرب الاقتصادية التي أعلنها الرئيس ترامب على الصين، إلا أن الاجتماع الأخير له مع الرئيس الصيني شي جينبنغ انتهى بهدنة والصين خفضت الضرائب على السيارات الاميركية المستوردة من 40 في المئة الى 15 في المئة. مع ذلك الرئيس ترامب لا يزال يهدد ويزعم أن الولايات المتحدة خسرت بلايين الدولارات.

طبعاً ترامب لا يزال ينكر أي تواطؤ لحملته الانتخابية مع روسيا وهو قال في تغريدة له أخيراً: الديمقراطيون لا يستطيعون أن يجدوا دليلاً على تواطؤ الروس مع الحملة الانتخابية بعد شهادة جيمس كومي (في الكونغرس). لا تواطؤ. هذا ما قال تلفزيون فولكس نيوز...

الرئيس ينكر أيضاً دفع مبالغ مالية لاثنتين من النساء أقام علاقات جنسية معهما، مع أن محاميه (السابق) مايكل كوهن دفع لهما، وقبض ما دفع من أعضاء في حملة ترامب. المحقق الخاص روبرت مولر قال إن كوهن تحدث عن دفع مال لتسكت متهمات ترامب عن فضح علاقته معهن، كما تحدث عن العلاقة مع روسيا. كوهن حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات لأنه كذب أمام الكونغرس ولعله قريباً ينشر كتاباً عن عمله لدونالد ترامب.