يبدو أن الجمهورية الإسلامية سوف تواجه أزمة الخلافة للمرشد الأعلى بغياب الشاهرودي، ذلك لأن أيا من المرشحين لخلافة المرشد ليس موضع وفاق من أغلبية التيارات السياسية كما كان هو
 

توفي آية الله محمود الهاشمي الشاهرودي مساء أمس الإثنين عن عمر يناهز 70 عامًا بعد صراع طويل مع المرض. 

كان الشاهرودي أقرب طلاب الشهيد محمد باقر الصدر منه وبالرغم من حصول عائلته على الجنسية العراقية إلا أن علاقته الوثيقة بالصدر وجذوره الايرانية استدعتاه بعد انتصار الثورة الإيرانية في العام 1979 إلى مغادرة العراق ليكون ممثلًا خاصًا للصدر في إيران الثورة.

وبعد أن شن النظام البعثي الحرب ضد إيران في العام 1980 تحول الشاهرودي إلى محور للمعارضين العراقيين وخاصة لعناصر حزب الدعوة وترأس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية العراقية وسرعان ما تخلى عن هويته العراقية والمجلس الأعلى وراهن على هويته الأصلية واشتغل في تدريس الفقه والأصول وبعد وصول خامنئي إلى منصب القيادة صعد نجمه حيث أصبح مستشارًا له وثم عينه خامنئي كرئيس للسلطة القضائية لمدة عشرة أعوام.

إقرأ أيضًا: ماذا يعني تهديد نتنياهو إيران بالهجوم؟

وبعد انتهاء ولايته عاد الشاهرودي إلى نشاطاته الدينية وفي العام الأخير وبعد وفاة رفسنجاني عين كرئيس لمجمع تشخيص مصلحة النظام. 

وفي العقد الأخير من حياته ركز الشاهرودي على موقعه كمرجع ديني للشيعة وأظهر خلال زيارته للعراق في 2011 رغبة في العودة إلى النجف لملأ فراغ المرجعية بعد السيستاني ولكنه وجد أن النجف لا ترحب به فعاد إلى ايران.

وبما أنه كان يلتزم الإعتدال في السلوك السياسي تحول إلى أكثر المرشحين حظًا لخلافة المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي حيث كان لديه علاقات ودية مع جميع التيارات السياسية داخل ايران. 

وعلى ما يبدو أن الجمهورية الإسلامية سوف تواجه أزمة الخلافة للمرشد الأعلى بغياب الشاهرودي، ذلك لأن أيا من المرشحين لخلافة المرشد ليس موضع وفاق من أغلبية التيارات السياسية كما كان هو.