فاجأت عصا الأمس أعين اللبنانيين الذين اعتبروا أن السيطرة بطرق العنف قد ولّت بعد أن جاء ووصل الى السلطة قوى اكتوت بنيران السلطة
 


لم يكن مشهد الأمس لبنانياً ولا على شاكلة الماضي زمن المارونية السياسية عندما كانت تجلد سياط العسكر ظهور عمال معمل غندور وصيادي صيدا وطلاب الجامعة اللبنانية وكان أقرب ما يكون الى المشاهد الحيّة والميتة زمن البعثين العراقي و السوري حيث تعنّف السلطة من يجروء على ارتكاب المخالفة بقول الحق أو التظاهر من أجل الحقيقة أو الاعتراض على سياسات السلطان زمن الطرابيش حيث يستمد المستبد سلطته من الكهنة ورجال الدين أو من الثورات التي أتاحت لهم سحق الناس وإرقة دمائهم باسم دماء الشهداء وجهاد المجاهدين والمناضلين .

 

لم نتعود على العنف ولا على سياط الجلادين ولا على القهر والذل وكان لبنان على عكس صورة العرب صورة أقرب ما تكون الى الغرب في ديمقراطيته التي تتيح للناس التعبير عن شؤونهم وشجونهم وعن موتهم البطيء تحت عجلة حكومات سحقت ما تبقى من أمل في مستقبل بعد أن بسط الفقر بساطه الأسود في أكثر البيوت اللبنانية .

 

 

إقرأ أيضا : العقدة الباسيلية ... هل تُفكّ في الشارع؟

 

 

لذا فاجأت عصا الأمس أعين اللبنانيين الذين اعتبروا أن السيطرة بطرق العنف قد ولّت بعد أن جاء ووصل الى السلطة قوى اكتوت بنيران السلطة وعرفت تماماّ ما معنى مواجهة الاعتراض بالقوّة ولكن يبدو أن من يصل الى السلطة يصبح أكثر تطرفاً وعنفاً ممن كان قبله في السلطة ومارس عليه كل أدوات القهر وهذا ما يؤكد أن العرب لا يحسنون الا استخدام العصا ولا يعرفون سوى القهر والاستبداد وما الشعارات المرفوعة الاّ شهادات زور لأحزاب تدّعي الحرية وتعشق الاستبداد .