هل يدفع مشهد الناس في ساحة الشهداء من يعرقلون تأليف الحكومة إلى الخجل من أفعالهم ؟
 

 

غالبية سياسيي البلد أساتذة بأسلوب المراوغة وتغليب مصالحهم الخاصة على مصالح البلاد العليا. أما المواطن الذي باتت الصدمات جزأً من يومياته، أصبح مقتنعاً بعدم الثقة بهؤلاء السياسيين. فاللبناني أصبحت همومه تتعدى تفاصيل توزع الحصص الوزارية على الكتل والقوى السياسية، ولم يعد يعنيه كيف سيكون شكل الحكومة ومَن يمثّل مَن في سلطة لا سلطة لها، فالناس في واد والمسؤولون في واد آخر.

 

 

إقرأ أيضا : بانوراما لبنان الجديد : الناس تعود إلى الشارع إحتجاجا على الأوضاع الإقتصادية المتدهورة

 

 

الكثير من اللبنانيين إنتظروا ولادة الحكومة خلال عطلة الأسبوع الحالي، على أساس أن تكون بمثابة "عيديّة" قبل عيدي الميلاد ورأس السنة، لكن بعد الإتفاق الأولي تم الإنقلاب على التسوية، في الوقت الراهن، ليست عقدة تمثيل النواب السنّة المستقلين من تعرقل الولادة الحكومية فقط، بل هناك أيضاً خلاف آخر على توزيع الحقائب التي تصنّف عاديّة برز في الساعات الماضية، فما الذي يحصل؟ تؤكد مصادر مواكبة لعملية التأليف، بأنه من الطبيعي أن يكون رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفريقه السياسي معنيان قبل غيرهما بإتمام تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، وتشير إلى أنه من غير المنطقي القول أنهما الجهة المعرقلة، وتضيف: "لا أحد يعرقل نفسه. " في هذا السياق، توضح هذه المصادر أن ما حصل هو أن هناك اتفاقاً سياسياً تم بين أكثر من جهة سياسية على ترشيح جواد عدرة حصراً ليكون الوزير السنّي السادس، على أن يتولى "اللقاء التشاوري" التسمية في حين يكون عدرة من حصة رئيس الجمهورية الوزاريّة، وتشير المصادر المواكبة لعملية التأليف إلى أن المفاجأة كانت بالتراجع عن هذا الاتفاق، وذلك عبر الطلب من عدرة بأن يعلن، بعد اجتماع مع "اللقاء التشاوري"، أنه يمثل اللقاء حصراً، أي أنه ليس من ضمن حصة رئيس الجمهورية، وتؤكد أن الفريق الذي تراجع ليس عون أو باسيل، خصوصاً أن من سمّى عدرة هو الذي تراجع عن التسمية، مطالباً بأن يكون ممثلاً حصرياً له ومن حصته هو، أي أن لا علاقة لرئيس الجمهورية به.

 

في المحصّلة، تعتبر هذه المصادر أن بعض الجهات، وهي كثيرة، غير مكترثة على ما يبدو بمصلحة المواطنين، والى أن يقرر من بيدهم القرار متى تولد حكومة لبنان، يبقى همّ الناس في تأمين لقمة عيشهم، والتفتيش عن فرص عمل لأولادهم ولو في بلاد الله الواسعة. فآمالهم وثقتهم ببلدهم تلاشت إلى حد الإضمحلال. ولم يعد أمامهم سوى التعبير عن سخطهم واشمئزازهم من الوضع المزري عبر التظاهر والإعتصام ليقولوا للطبقة السياسية "قرفنا".

 

فهل يدفع مشهد الناس في ساحة الشهداء من يعرقلون تأليف الحكومة إلى الخجل من أفعالهم فيقلعوا عن سياسة دفع البلد إلى أسفل الهاوية؟