من بين أبرز المواضيع التي حظيت باهتمام الصحف الفرنسية اليوم: أي تداعيات للانسحاب الأمريكي من سوريا ومن المستفيد منه؟ وفرنسيا، توقّفت هذه الصحف عند القبض على الجهادي الفرنسي بيتر شريف في جيبوتي. كما انها خصصت مساحة هامة لمخاطر اتساع رقعة الاحتجاجات المهنية في ضوء تراجع الحكومة امام السترات الصفراء، واستجابتها لمطالب عناصر الامن بترفيع اجورهم.
 

"ترامب المنسحب من سوريا" عنونت "ليبيراسيون" في المانشيت، وقالت الصحيفة إن الرئيس الامريكي الذي قدّر ان الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" انتهت، قرر سحب القوات الامريكية من سوريا، متخليا عن حلفائه الأكراد، وتاركا المنطقة في حالة فوضى.

إن تأكيد ترامب أمس الخميس على انسحاب القوات الأمريكية المرتقب في سوريا على طريقة "من بعدي الطوفان" يقوض جهود الحلفاء تضيف "ليبيراسيون"، ويترك المجال مفتوحًا أمام تركيا وروسيا وإيران، ويخاطر بتعقيد المعركة ضد تنظيم "داعش"، الذي لم يُهزم نهائيا بعد.

وفي تداعيات القرار الأمريكي المباشرة تساءلت الصحيفة هل انه ضوء اخضر لتركيا لمهاجمة اكراد سوريا؟

صحيفة "لوفيغارو" رات في افتتاحيتها ان ترامب يلعب ورقة اردوغان على حساب الحلفاء الاكراد.

في هذا الشرق الأوسط مُتقلّب التحالفات، تقول الصحيفة من المعتاد ان نقول إن الاكراد في النهاية هم دائما الخاسرون، واليوم يتأكد هذا الامر مرة أخرى، فاعلان الرئيس الأمريكي سحب قوات بلاده من سوريا، يشكل ضربة للأكراد الذين استُخدموا في الجبهة الامامية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية. لقد تخلت عنهم الولايات المتحدة وتركتهم في مواجهة تركيا التي بدأت فعلا بتسخين محركات دباباتها، علقت اليومية الفرنسية.

وفي نفس السياق كتب جورج مالبرينو في صحيفة "لوفيغارو" أيضا، ان الانسحاب الأمريكي جاء بالاتفاق مع الاتراك-وفقا لدبلوماسي اممي مكلف بالملف السوري-فمعلوم ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يعتزم بوضوح مهاجمة الاكراد، وهو يكرر تهديداته منذ أسابيع. وامام الضغط التركي-وفقا لهذا المصدر فان دونالد ترامب قام بالاتصال الأسبوع الماضي باردوغان لإعلامه بسحب القوات الامريكية قريبا. ووفقا لهذا المصدر الديبلوماسي-ودائما كما ينقل جورج مالبرينو في صحيفة "لوفيغارو"-فان ما يهم ترامب بالأساس هو صفقة بيع صواريخ باتريوت لأنقرة لتكريس وجودها في حلف الناتو وإبعادها عن الفلك الروسي.

القبض على الجهادي الفرنسي بيتر شريف في جيبوتي.

تناولت هذا الموضوع صحيفة "لوباريزيان" حيث كتبت ان هذا الرجل لم يرسل أي مؤشر على الحياة منذ سنوات، ولكنه كان أحد أكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم. الفرنسي بيتر شريف البالغ من العمر 36 عاما-تضيف الصحيفة-تم القبض عليه في جيبوتي، وفقا لأسبوعية "ماريان" التي كشفت الخبر، مؤكدة ان هذا الجهادي الباريسي المولد، هو موجود الان بين ايدي الشرطة الفرنسية.
وبيتر شريف-المعروف ايضا بكنيته أبو حمزة-شريك معروف للأخوين كواشي-كما تذكّر اليومية الفرنسية-اللذين قتلا 12 شخصا في هجومهما على مجلة شارلي إبدو في باريس عام 2015.

في فرنسا احتجاج قطاع مهني "ينادي" احتجاجا اخر.

صحيفة "ليزيكو" اهتمت بهذا الموضوع حيث كتبت بعد استجابة الحكومة الفرنسية بسرعة لمطالب الشرطة بزيادة رواتبهم ما بين 120 و150 يورو شهريا، تتجه النقابات في القطاع العام لتصعيد الضغوط على الحكومة بهدف رفع الأجور، ومن بين أبرز القطاعات المتأثرة يتجميد الأجور قطاع التعليم وقطاع الصحة وموظفي البلديات والموظفين الإقليميين.
وأضافت اليومية الفرنسية ان الحكومة الفرنسية تعمل على تجنب انتشار عدوى المطالب المهنية في وقت حساس مع تحرك السترات الصفراء المتواصل منذ أكثر من شهر والذي كانت شراراته زيادة الضريبة على المحروقات وتدهور القدرة الشرائية.