ان نتنياهو يعرف جيدًا أن حكام الدول العربية لن يتمكنوا من الوقوف بجانب اسرائيل في أي مواجهة للأخيرة مع إيران بالرغم من جميع الخلافات بينهم وإيران وهذه الحقيقة يجعل الخوف يدب في قلبه
 

ان حالة الارتباك الذي يعيشها رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو دفعته إلى استعراض عسكري وخطابي في الوقت نفسه يخدم جمهورية إيران الإسلامية أكثر مما يخيفها أو يقلقها. 

ذلك لأن نتنياهو الذي يحتل منصب وزير الدفاع بعد استقالة ليبرمان، أعلن خلال زيارته شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية أن بلاده تمتلك أسلحة ذات قدرات خاصة لا تمتلكها أي دولة وبشكل خاص تحدث عن تطوير بلاده صواريخ هجومية تستطيع الوصول الى اي مكان وتدمير أي هدف. 

وأكد نتنياهو أن بقاء اسرائيل هو خط أحمر اذا تخطته إيران فان بلاده سيتهجم عليها عسكريًا. 

إقرأ أيضًا: أمريكا تنسحب من سوريا فماذا عن إيران؟!

إذًا، ان تصريحات نتنياهو في قسم منها لها استهلاك في الداخل ولها دواعي خارجية حيث ان استراتيجية الرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط ليست واضحة المعالم ولا يمكن لإسرائيل ولا للحلفاء ترامب العرب أن يثقوا بالرئيس المقاول الأميركي ولهذا يتوجب عليهم التعويل على الذات. 

وأما إيران تأمل في إرهاق الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بعد ما تبين من خلال تجربتها في افغانستان والعراق لها ان الولايات المتحدة لا تقبل الشراكة مع إيران بالرغم من أن إيران قبلت فعلا الشراكة مع أمريكا والتفاوض معها وبل تعاونت معها في احتلال افغانستان والعراق. 

وعندما وصلت إيران بتلك القناعة فضلت انتهاج استراتيجية إرهاق الولايات المتحدة ورفع مستوى تكاليفها لدفعها إلى الانسحاب من المنطقة التي ترى إيران نفسها جزء طبيعيًا منها خلافًا لأمريكا التي غريبة عنها وبعيدة منها ولا مبرر لوجودها فيها. 

ومع مرور الزمن وتقليص أهمية نفط الشرق الأوسط  في حسابات الولايات المتحدة تأمل إيران أن تخسر اسرائيل التي تعهدت أمريكا دوما بتأمين أمنها، مكانتها لدى أمريكا. 

إقرأ أيضًا: تحالف جديد بين إيران وتركيا وقطر والعراق في المنطقة

ان انسحاب القوات الأميركية من الأراضي السورية الذي سحب البساط من تحت أرجل القوات الكردية أطلق صفارة الإنذار للكيان الصهيوني ولهذا نرى نتنياهو يزور المصانع العسكرية ويستعرض صواريخه وأدمغته التقنية التي تشتغل على تطوير تلك الأسلحة. 

بالمقابل، ان نتنياهو يعرف جيدًا أن حكام الدول العربية لن يتمكنوا من الوقوف بجانب اسرائيل في أي مواجهة للأخيرة مع إيران بالرغم من جميع الخلافات بينهم وإيران وهذه الحقيقة يجعل الخوف يدب في قلبه. 

إذًا، ان داء التوحد يستولي تدريجيًا على نتنياهو الذي يشعر بالغربة في وطنه وحتى حكومته وفي المنطقة التي تفضل الولايات المتحدة الانسحاب عنها، وان تهديد إيران بالهجوم العسكري هو رد على تلك الحالة الموحشة قبل ما يكون رد على تهديد إيران.