وليس مستغربًا ذلك على التيّار خصوصًا وأنّ رئيسه جبران باسيل، قد سبق وأثار حفيظة الرأي العام اللّبناني من موقفه اتجاه إسرائيل
 
إستفاق  صباح اليوم، روّاد مواقع التواصل الإجتماعيّ، على صورٍ يتمّ تداولها لـِ صحافي لبنانيّ  يُدعى "نادر علّوش"، خلال زيارةٍ له للكنيست الإسرائيليّ والقدس المحتلّة وإجتماعه مع إيلي حزان القيادي في حزب اللّيكود.
 
وكشفت صحيفة "القدس العربي" أنّ مجموعة من الصحافيّين العرب ومن بينهم علّوش ، قد زاروا يوم أمس الأربعاء، الكنيست الإسرائيليّ من أجل إعداد تقارير صحافيّة  لـِ جريدة "الأهرام" وقناة "فرانس 24"، وغيرهما.
 
وكتب علّوش مقالًا في "هافنغتون بوست المغرب" بعنوان "عربي ومسلم" يبرّر فيه لماذا وافق على زيارة إسرائيل، جاء فيه أنّ الصراع العربي الإسرائيليّ هو إلهاء عن المشاكل الحقيقيّة للشرق الأوسط، وذريعة للتخلّف العربيّ المعيب الذي يُعدّ إهانةً للمجد اللامع للأسلاف،   وتابع: إن "حقوقنا لا تتفوق على حقوقهم … لا يمكن الاعتراف بحقوقنا إذا ما ثابرنا على المطالبة بالقدس من أجل هيمنتنا الحصرية، لأن سيادتنا لا تكمن في استبعاد أو إنكار حقوق اليهود". كما نقلت عنه الصحيفة زعمه أن "نهضة العرب تبدأ بالاعتراف الطوعي والصادق بإسرائيل".
 
 
ولاقت صور علّوش إنتشارًا واسعًا على صفحات مواقع التواصل كأنّها تعود لِفيلم سينمائيّ مشوّق أوّ رواية بوليسيّة مسليّة، لاسيّما وأنّه كان ضمن فريق عمل موقع التيّار الوطنيّ الحرّ الإخباريّ وصوت المدى، للوقوف على صحّة ما تمّ ذكره في التدوينات المتداولة. دخلنا إلى صفحة علّوش الشخصيّة تبيّن أنّه كان مراسلًا للموقع  وتحديدًا خلال عام 2012 حيثُ كانت مهمّته إعداد تقارير إخباريّة عن الشرق الأوسط ولبنان، حيثُ أعدّ مقالات خاصّة له عن الشرق الأوسط أرفقها بـِ رابطٍ للموقع.
 
وأعاد علّوش في العديد من المرّات خلال الأعوام السابقة نشر معايدات للتيّار الوطنيّ الحرّ كما أنّه بارك للرئيس ميشال عون في بعبدا حيثُ نشر فيديو له من هناك  وغالبيّة الإعجاب على تدويناته تعود إلى مسؤولين أوّ أعضاء في التيّار الوطنيّ الحرّ.
 
وحدّد القانون اللّبنانيّ صوراً متعدّدة لجرائم الخيانة، ضمن الجنايات الواقعة على أمن الدولة الخارجي، في المواد 273 ــــ 280 من قانون العقوبات. وسنّ عقوبات مشدّدة بشأنها نظراً لخطورتها، أولى صور الخيانة ذُكِرَت في الفقرة الأولى من المادّة 273 عقوبات التي عاقبت بالإعدام كلّ لبناني حمل السلاح على لبنان في صفوف العدو. وأكملت الفقرة الثالثة من المادة عينها أحكام الفقرة الأولى، فأنزلت عقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة بحقّ كلّ لبناني تجنّد بأي صفة كانت في جيش معاد ولم ينفصل عنه قبل أيّ عمل عدوان ضدّ لبنان وإن يكن قد إكتسب بتجنيده الجنسيّة الأجنبيّة. ويتّضح من النص أنّ التجنيد المشار إليه لا ينحصر بصفة معيّنة، فقد يتجنّد الشخص كطبيب أو مهندس أو اعلامي أو مسرحي أو بأي صفة أخرى، بحيث لا تنتفي مسؤوليّته بإختلاف صفته، ما دامت خبراته أو مؤهلاته أو خدماته موضوعة في تصرّف العدوّ.
 
وسرعان ما أوردت إذاعة صوت المدى بيانًا تنفي ما يتمّ تداوله، وجاء في بيانها:" ردا على ما يتم تناقله عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول مشاركة صحافي يدعى نادر علوش في زيارة للكنيست الاسرائيلي والزعم بأنه كان يعمل في صوت المدى، يهم ادارة صوت المدى أن تؤكد أن هذا الشخص لا ولم يعمل بأي صفةٍ في اذاعتنا. لذا تتمنى صوت المدى على من نشر هذا الخبر الكاذب توخي الدقة وتصحيح معلوماته قبل نشر أي معلومات في هذا الشأن احترامًا لمهنيته وشخصه. علمًا أن صوت المدى ستحتفظ بحقها في اتخاذ أي إجراء قانوني تراه مناسباً في هذه المسألة."
 
وليس مستغربًا ذلك على التيّار خصوصًا وأنّ رئيسه جبران باسيل، قد سبق وأثار حفيظة الرأي العام اللّبناني من موقفه اتجاه إسرائيل، فبعد أن صرح بمقابلة معه على قناة الميادين في كانون أول ، إنه يرى أنه "من حق إسرائيل العيش بأمان" ، وكان قد غرّد على موقع "تويتر" مفادها أنّه يؤيّد عودة عملاء لحد الذين هربوا مع جيش الإحتلال الإسرائيلي إبان إنسحابه من لبنان عام 2000.