إيران كانت ولا تزال تعتبر أن لوجودها في سوريا أكثر من مبرر
 

غرّد الرئيس الأمريكي: "لقد هزمنا تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وهذا مبرري الوحيد للوجود هناك"، ما يعني أن ترامب لم يعد يرَ أي مبرر لوجود القوات الأميركية على الأراضي السورية وكما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض بدأت الولايات المتحدة بإعادة قواتها الى الوطن. 

يمكن القول بأن هذا القرار استجابة لمطالبة إيران التي اعتبرت وجود القوات الأميركية في سوريا غير شرعي على عكس القوات العسكرية أو المستشارين العسكريين الإيرانيين الذين يستند وجودهم هناك إلى طلب النظام السوري. 

بطبيعة الحال إن نظام الأسد وإيران وروسيا يرحبن بقرار مغادرة القوات الأميركية من سوريا وتخسر إسرائيل سنداً أساسياً لها في الأراضي السورية. 

أما الأكراد فليس لهم خيار إلا التفاوض مع النظام للحصول على امتيازات سياسية وربما الحكم الذاتي في المناطق الكردية.

إقرأ أيضًا: ايران ومحادثات السلام اليمنية

وفي حين أنه لم يعد مبرر لبقاء القوات الأميركية في سوريا في مرحلة ما بعد داعش وفق الرئيس الأميركي الذي هو تاجر ومقاول لمشاريع البناء ولا يدخل في أي مشروع إلا بعد دراسة جدواه الاقتصادية، يبدو أن إيران كانت ولا تزال تعتبر أن لوجودها في سوريا أكثر من مبرر.

أولها أن إيران كان لها وجود في سوريا منذ أربعة عقود تقريباً وليس منذ أحداث الثورة السورية ولهذا فإن وجودها هناك هو استمرار للوضع السابق.

ثانياً إن إيران تعتبر أن وجودها العسكري  في سوريا تم بطلب من النظام السوري لمكافحة الإرهابيين ويستمر بقاؤها طالما لم يطالب النظام بمغادرتها.

ثالثاً إن إيران التي أنفقت مليارات الدولارات لسوريا خلال السنوات الثمان الماضية تأمل بجني ثمار تدخلها في مرحلة إعادة الاعمار علماً بأن الشركات الإيرانية كانت لها وجود كثيف في سوريا قبل الحرب وخاصة في قطاع الطاقة وصنع السيارات، وبينما يرى الرئيس ترامب يرى بأنه ليس هناك مبرر لوجود قواته في سوريا يبشر مساعد وزير الصناعة الإيراني الشركات الإيرانية بالسوق السورية التي تستلزم إعادة إعمارها 600 مليار دولاراً. 

وأما بقاء القوات العسكرية الإيرانية في سوريا في مرحلة ما بعد الإرهاب يبدو أنه يشكل مصدراً لقلق إسرائيل الدائم وهو في نفس الوقت يعمل كورقة للضغط على إسرائيل حتى من قبل دول عربية تريد الوصول إلى التسوية مع إسرائيل.