أكثر من 7000 جريح وحوالي 400 ضحية أُزهقت في حوادث السير العام 2018، أهي لعنّة الطرق أم استهتار السائق؟!
 

يكاد لا يخلو يومنا من دون تقرير يصدر عن "غرفة التحكم المروري" التابعة لقوى الأمن الداخلي، عن وقوع جرحى وضحايا كان معظمهم من الشباب الذين تربّص بهم الموت على الطرقات التي تفتقد إلى أدنى مواصفات السلامة العامة للمواطن.

وتكاد تتحوّل الطرقات الفرعية والرئيسية، الأوتوسترادات والمنعطفات في لبنان إلى محطات تُخَلّد أرواح من سقطوا عليها.

من البقاع إلى الجنوب فالشمال مرورًا ببيروت وجبل لبنان، لا يمرّ يوم إلا ونسمع فيه عن خبر وقوع حادث أدَّى إلى حالة وفاة، وآخر خلَّف شخصًا بإعاقة دائمة.

إذًا، أكثر من 7000 جريح وحوالي 400 قتيل، منذ بداية عام 2018 حتى اليوم نتيجة حوادث السير في وطن لا يتجاوز عدد سكانه الأربعة ملايين نسمة. 
ومع كل ضحية تسقط على طرقات الموت تعلو أصواتًا مُعترضة على غياب دور الدولة وتقصير الأجهزة الأمنية، في ما يتعلق بالسلامة المرورية وغياب الخطط التي تحد من هذه الحوادث والتي تختلف أسبابها وعواملها ولكن تبقى النتيجة ذاتها: المزيد من الضحايا!!

إقرأ أيضًا: الجيش اللبناني يُدافع بقاعًا وجنوبًا ضد المخدرات والعدو الإسرائيلي

وعلى الرغم من أن عدد قتلى حوادث السير سنويًا يعادل نصف عدد شهداء حرب تموز 2006، لا يزال هناك إختلاف بالآراء حول السبب الرئيسي لتزايد هذه الحوادث المفجعة.

فالبعض يُحمل المسؤولية إلى الدولة اللبنانية نظرًا لغياب معايير السلامة المرورية على الطرقات، إضافةً إلى عدم وجود خطة قانونية حازمة ورادعة تطبّق بشكل فعّال.

والبعض الآخر يضع اللوم على الشبان الذي يقودون مركباتهم بسرعة جنونية، إضافةً إلى استعمال الهاتف أثناء القيادة، والتي تعتبر سببًا آخر يؤدّي إلى حوادث قد تتسبب بموت السائق الذي بدوره قد يزهق أرواح أبرياء لا ذنب لهم سوى أن شاء القدر أن يكونوا على نفس الطريق.

في المحصلة، لا مجال لتبادل التهم والمسؤوليات حول قضية ارتفاع حوادث السير في لبنان، إذ أنّه كما من واجب المواطن أن يكون متيقظًا أثناء القيادة، كما وعلى السلطات المعنية أن تؤمن الحماية الكافية لمواطنيها من خلال تفعيل قانون السير بشكل أفضل، والعمل على تطبيق خطة شاملة تكافح الحوادث من خلال تحسين الطرقات وانارتها وإنشاء جسور خاصة بالمشاة ووضع الأمن المروري في سلّم أولوياتها.

وفي الختام، ستبقى المآسي مفتوحة في بلدنا الصغير، فلا شيء يوحي بأن شبح الطرق سيتوقف عن ابتلاع المزيد من الذين لا ذنب لهم غير أنهم ولدوا في بلد لا قيمة فيه للمواطن، ولا يسعنا القول سوى رحمة الله على ضحايا حوادث السير، والشفاء للجرحى والدعاء للمعوقين.