عدد المطبات زاد يومًا بعد يوم في شريط العلاقة بين حزب الله وجبران باسيل
 
زار وزير الخارجيّة والمغتربين  جبران باسيل، يوم أمس الأحد، بلدة رميش الجنوبيّة، حيثُ شكّلت تصريحاته كالمعتاد تشنّجًا بينه وبين حليفه حزب الله.
 
أمّا الذي يعرفُ سلوكيّات باسيل الداخليّة عن كثب يعلم جيّدًا أنّ رئيس "التيّار الوطنيّ الحرّ"، يضعُ دائمًا حدًّا فاصلًا في التعاطي مع الحزب في الملفات الداخليّة والقضايا الإستراتيجيّة، ويندرجُ الفصل السّياسي لدى باسيل، في كيفيّة  تعاطيه مع ملف تشكيل الحكومة أوّلاً، وملف التهديدات الإسرائيليّة ثانياً. 
 
وفي الملف الحكوميّ، ظهر التباين بين الحليفين إلى العلن لاسيّما عندما صوّب الحزب سهامه على كل الطامحين للوصول إلى سدّة رئاسة الجمهوريّة عبر الحكومة ولم يسلم باسيل منها، حيثُ قال نائب الأمين العام، الشيخ نعيم قاسم: "من يعتقد أنّ موقعه داخل الحكومة يهيّئ له أن يكون رئيساً للجمهورّية بعد إنتهاء ولاية الرئيس الحاليّ فهو واهم". 
 
بالرغم من مرور، مدّة زمنيّة على هذا التصريح إلّا أنّ هذا الموقف لا يزال محط نقاش وتحليل في الصالونات السّياسيّة، لاسيّما وأن النفي لم يأتِ بشكلٍ علنيٍّ ورسميٍّ على لسان قاسم، المعروف بحدّيته، وبأنّه ينتقي كلماته بعناية ودقّة.
 
وبعد ظهور العقد السنّيّة في تشكيل الحكومة، بدأ الإعلام المحسوب على التيّار الوطنيّ الحرّ إستخدام مصطلح العقدة "السنيّة"- "الشيعيّة"، فأليس ما يجري من إنقسامات في المنطقة، يتخذّ طابع العُقد السُنّية- الشيعية؟!، حيثُ تبيّن للحزب أنّ باسيل نفسه، هو من أوعز بإستخدام هذا المصطلح.
 
 
الأزمة الحكوميّة المستمرّة، وسياسة باسيل في هذا المجال، دفع المراقبين إلى التساؤل حول مصير ورقة تفاهم مار مخايل، بالتزامن مع تصاعد الحذر لدى حزب الله من أن تطاول سياسات باسيل هذا التفاهم بالذات، وتحطمه، بعد أكثر من 12 عاماً على توقيعه.
 
لا يقتصر إنزعاج الحزب، على سياسات التعاطي مع عمليّة التشكيل، بل ينسحب على الحجم الذي يحاول باسيل أن يحظى به من خلال تماهيه مع رئيس الجمهوريّة، حيثُ شهدت  العلاقة بين الثنائي مطبات كثيرة، جعلت حزب الله يبدي حذره حيال طموحات باسيل وحركته السّياسيّة.
 
وقبل الغوص في ملف التهديدات الإسرائيليّة، لا بدّ التذكير في موقف باسيل عندما رأى  أنّ لا مشكلة إيديولوجيّةّ بين لبنان وإسرائيل، مُعتبرًا في وقتها أنّ لا مانع عنده من أن يكون لإسرائيل دولة ويعيش شعبها في أمان وإستقرار، هنا ليست المشكلة، المشكلة أنّ باسيل يقول لا مشكلة إيديولوجيّة بيننا وبين الإسرائيليين بينما الإسرائيليون يعتبرون أنّ الشعب الفلسطيني إغتصب أرض فلسطين وهم أعادوا إسترجاعها، وهذا هو الخلاف الإيديولوجيّ.
 
حمل باسيل يوم أمس منظاره، إلى جانب ضابط في الجيش اللّبناني، لمراقبة أعمال الحفر الإسرائيليّة المتواصلة منذ أسبوعين قبالة الحدود اللّبنانيّة الجنوبيّة وقال:" مقابل خرق واحد.. إسرائيل تقوم بـِ ١٠٠ خرق". هذا التصريح شكّل من جديد إنزعاج الحزب، فغاب تلفزيون المنار عن تغطية الزيارة واللافت أيضًا كان غياب حضور نوّاب الثنائيّ الشيعيّ.
 
من المعلوم أنّ باسيل وزير خارجيّة لبنان، هو الناطق الرسميّ للسّياسة الخارجيّة للبنان، فعلى أيّ أساس يقول هذا الكلام الخطير، وهو يعرف أنّ إسرائيل دولة عنصريّة قائمة على إيديولوجيّة إغتصاب الارض وما زالت آثار العدوان الإسرائيليّ على الأراضي اللّبنانيّة جليّة وواضحة؟!
 
عدد المطبات زاد يومًا بعد يوم في شريط العلاقة، حتى أصبح ملفتاً للنظر، بدايةً من خلال تفاهم باسيل مع رئيس تيّار "المستقبل" سعد الحريري، مرورًا بحديث رئيس التيار حول النظرة العقائدّية لإسرائيل، ولا ينتهي بالإستحقاق النيابي.