تداعيات أزمة السترات الصفراء ما زالت تتصدر عناوين صحف يوم الاثنين 17 ديسمبر - كانون الأول 2018 غير أن لبنان وجد طريقه الى الجرائد عبر موضوعين: الأول يتعلق بمخيم صبرا وشاتيلا والثاني باللاجئين السوريين.
 

اللاجئون السوريون: ضياع جيل بأكمله

هذا الموضوع، موضوع اللاجئين السوريين، "لوفيغارو" تحديدا، خصصت له مقالا، عالجت فيه مسألة ضياع جيل بأكمله من السوريين. كاتب المقال "جورج مالبرونو" أشار الى ان "معظم الأطفال السوريين يتابعون دراستهم في المعاهد اللبنانية في فترات بعد الظهر. عددهم يقدر بمئتين وعشرين ألف تلميذ، لكن من بينهم فقط خمسة آلاف يستمرون بالدراسة لدى بلوغهم سن الخامسة عشر. اما الفتيات فإن مصيرهن الزواج المبكر او بالإكراه. "لوفيغارو" نشرت كذلك تقريرا عن أحوال اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري في الأردن.

صبرا وشاتيلا أو كل بُؤس العالم

في "ليبراسيون" نقرأ أيضا تحقيقا عن مخيم آخر، هو مخيم صبرا وشاتيلا في بيروت. "فيكتور هوغو لو كان حيا يرزق لكان أعاد كتابة بؤساءه في صبرا وشاتيلا" هذا ما نقلته "ليبراسيون" عن أحد السوريين الذين قذفتهم الحرب الى مخيم صبرا وشاتيلا الذي "يحوي كل بُؤس العالم في مساحة لا تتعدى الكيلومتر" تقول كاتبة المقال "هالة قضماني". "المخيم شيدته الأمم المتحدة عام 1949 لإيواء ثلاثة آلاف فلسطيني، سكانه تخطوا الاربعين الفا اليوم. والفلسطينيون باتوا اقلية فيه منذ المجزرة التي تسببت بمقتل المئات إبان الاحتلال الإسرائيلي وحرب المخيمات التي شنها الجيش السوري بالاشتراك مع ميليشيا حركة امل والتي راح ضحيتها الآلاف" كتبت "ليبراسيون".

بإمكان ماكرون أن يتنفس الصعداء، لكنه لم ينجو بعد

هذا بالنسبة للبنان، لكن ازمة "السترات الصفراء" تبقى الأبرز في الصحف الفرنسية. هذه الحركة الاحتجاجية التي هزت فرنسا منذ خمسة أسابيع تراجع مستوى تعبئتها، لكن "عزيمتها غير منقوصة" كما عونت "لومانيتيه" غلافها. "بإمكان ماكرون ان يتنفس الصعداء، لكنه لم ينجو بعد" كتبت بدورها "لي زيكو" التي خصصت المانشيت لحديثها مع رئيس الوزراء الفرنسي. ومما قاله "أدوار فيليب" لصحيفة "لي زيكو" إن "التنازلات التي قدمتها الحكومة الفرنسية للمحتجين، وعلى رأسها زيادة الحد الأدنى للأجور، سوف تتسبب بعجز في الميزانية سيتجاوز على الأرجح ال 3% من إجمالي الناتج المحلي المسموح به أوروبيا، ليصل الى نحو 3,2%".

قاعدة ماكرون الشعبية ضاقت وأصبحت أكثر ميلا لليمين

"ليبراسيون" اعتبرت بدورها ان ازمة "السترات الصفراء" أتت على جزء من الرصيد السياسي للرئيس ماكرون. "القاعدة الشعبية لماكرون ضاقت وباتت أكثر ميلا لليمين" اشارت "ليبراسيون" نقلا عن "اوريليان برودوم" مدير الدراسات السياسية لدى معهد استطلاعات الرأي "فيا فويس" وذلك تعليقا على انخفاض شعبية ماكرون الى 24%.

انخفاض شعبية ماكرون قد لا تطال رصيده الانتخابي

"غير ان نتائج الاستطلاعات هذه قد لا تكون بالضرورة مسيئة لمستقبل ماكرون السياسي" بحسب "غيوم تابار" الذي اعتبر بدوره في مقاله في "لوفيغارو" ان "انحسار شعبية ماكرون قد تعزز، وهنا المفارقة، رصيده الانتخابي" بسبب الاختراق الذي سجلته شعبية "مارين لوبن" زعيمة حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف. "الامر سيضاعف حظوظ ماكرون بالفوز بولاية ثانية إذا لم يجد سواها في مواجهته" بحسب الكاتب في صحيفة "لوفيغارو"، "غيوم تابار". "لوباريزيان" الواسعة الانتشار لم تستثني عودة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الى العمل السياسي.

الاستفتاء بمبادرة من المواطنين

وفيما يتعلق بمطالبة السترات الصفراء باعتماد مبدأ الاستفتاء بمبادرة من المواطنين، فإن هذا "الاستفتاء يسمح بإلغاء قانون او حتى بتعديل دستوري او باستقالة مسؤول منتخب من الشعب بمجرد ان يحصل الطرح على توقيع 700 ألف مواطن.  "لوباريزيان" جعلت من هذا الاستفتاء الذي اعتبرته "تحد ديمقراطي" موضوع الغلاف بعد ان وافق الرئيس الفرنسي على طرحه وقد شجعت في افتتاحيتها على اعتماده لأنه يبدو "ضروريا لإسماع صوت الشعب" كما قالت.