تظاهرة خجولة وان كانت حاشدة بحسب الداعيين لها الحزب الشيوعي والتنظيم الشعبي الناصري وحسب وكالة انباء عالمية،بلغ عدد المشاركين ١٢ ألفا بداية الخجل من مواقف اللبنانيين عامة  والشيوعيين خاصة، الشيوعيون السباقون والطليعيون في قيادة العمل الجماهيري لتحقيق مطالب الفئات الفقيرة والكادحة لجهة ابسط متطلبات حياتها (طبابة ،تعليم ،كهرباء ،مياه).
كيف واذا معظم هذه الحاجات غائبة ؟!

أضف إليها الأزمات الكبرى (فساد هدر تلوث سرقة )،الشيوعيون غابوا منذ زمن عن ساحات النضال كما غيبوا سابقاً عن ساحات المقاومة ليتلهوا بأزماتهم الداخلية والتلهي بصراعات محض تنظيمية تافهة لكن البعض يقول أن الفساد يطال ما تبقى من مؤسسات حزبية (النجدة الشعبية نموذجا).وليس هدف هذا المقال شرح وتعليل ازمة الحزب انما تسليط الضوء لكي يستنهض الجميع من هم في الحزب وخارجه لحسم هذا الموقف كي يتسنى ملياً للحزب القدرة على تعبئة وحشد الجماهير على الأقل جماهيره التي تؤمن بمبادئه وقيمه الثورية.

الخجل الأكبر من اصحاب الشأن والقضية عنيت الشعب اللبناني الطوائفي الذي  كشف الاحجام عن المشاركة بمظاهرة مطلبية تدعوه للوقوف بوجه سارقيه بوجه النظام الجائر والجاثم على  صدره منذ عقود ويتفنن بسرقته وتجويعه ليبقي على تدجينه من خلال شد العصب الطائفي حيناً واللعب على وتر الإبقاء على نظام المحاصصة الذي تستغله احزاب السلطة لاشباع زبائنيته من الرعاع الذين يرضون بالفتات مقابل حصول قادتهم وزعماء مافياتهم الحزبية التي تنهش من لحم وعرف اللبناني..

الشعب اللبناني لا يتظاهر ولا ينتفض للمطالبة بحقوقه انما يستكلب ويكشر عن انيابه ويقطع الطرق ويحرق الاطارات اذا ما مس زعيمه بسوء اذا ما قلت ان كل الطغمة الحاكمة فاسدة والكل منهم كالعاهرة يحاضر بالعفاف: نريد محاربة الفساد وتسمية الحرامي ..ونحن نتساءل من أدخل جيوش من العاطلين عن العمل(ميلشياتكم) الى ادارات الدولة ليعيثوا فساداً ويقبضوا الرواتب من اموال المكلفين، هم الحرامية واللصوص وناهبي ثروات الشعب ، وقبلها قتلوا آلاف الشباب في حروبهم العبثية (حرب الالغاء حرب الاقليم الحروب المعمدة بالدم في شوارع بيروت الخ)؟!

الفاسدون هم من يرعون  المناقصات والصفقات في الدولة ليسرقوا لماله الخاص وتمويل حزبه العفن وحركته وتياره .من أين كدس المسوؤلين اللبنانيين ثرواتهم ؟ من أين جمعت البنوك اموالها ؟ أليست من تواطئ السياسيين في هذه الطبقة السياسية البغيضة والمجرمة والقاتلة دون استثناء مع حيتان المال لمن هذه البنوك؟

والأنكى وبكل فجور تتعالى أصواتهم في البلد على حافة الانهيار المالي والاقتصادي. تباً لكم من حكام وشعب قل نظيره حتى الدول التي شهدت أعنف حروب هي أفضل حال منكم. 

مشكلة اللبناني انه شعب بلا ذاكرة ويتغنى ويتبجح بانه شعب يحب الحياة .هنيئا لكم هذه الحياة ولكن خذوا العبرة من اشقاءكم الفرنسيين وأمكم الحنونة كيف اجبروا حكومتهم على التراجع عن فرض الضرائب.فيما رئيس حكومتكم المتعجرف ما زال يتسول وباقي الزعماء الهرمين يشبعوننا نصائح ويقدمون لنا تحذيرات ...

وأنا أقول أن التحذير لكم إلى مزابل التاريخ كمن سبقكم من قادة عرب دمروا أوطانهم وشعوبهم. وإلى جهنم وبئس المصير لكل من باعوا وتاجروا بدماء وقوت عيش الفقراء