أنا أعتقد بأن الإسلام دين فقط ولا صلة له بمشروع إقامة الدولة ولا بدستورها
 

ما موقفك من ظاهرة الإلحاد والملحدين ؟

سؤال عادة ما أواجهه عندما ألتقي بالناس وجوابي هو  أن الله سبحانه وتعالى رزقني أصدقاء ملحدين أيام كنت في لبنان عاشرتهم نحو  20 سنة " عقدين " فوجدت فيهم قمة الصدق حينما يتحدثوا ،  وغاية الوفاء إذا وعدوا وعاهدوا ، وأشد الناس حفظا للأمانة حينما يُؤْتَمَنوا  ،  فضلا عن أرواحهم المفطورة على حب العمل الصالح في سبيل الخير العام ، هذه الصفات جعلتهم من  أهل النخوة والشهامة بنصرة كل مظلوم وخذلان كل ظالم ، وقسماً بالله الذي رفع السماء بلا عمد إنني لم أَرَ هذه الصفات في الأكثرية الساحقة من الفقهاء والمتفقهين ، ومن المؤمنين الراكعين الساجدين القانتين الذي عاشرتهم أكثر من 3 عقود ! 

وبخاصة حينما وقعت ضحية حديث إفك عظيم وتهمة من أنجس التهم وأخطرها وأقذرها تهمة العمالة لإسرائيل التي اصطنعها و اخترعها مطبخ جهاز أمن (حزب الله)  لتدنيس تاريخي الأبيض وتلطيخه بعدما طلقته طلاقا خلعيا وكل ذلك جرى وتم بعناية أمين عام الحزب حسن نصر الله وإشرافه .

اقرا ايضا : هل دينُ الإسلامِ سَبَبُ تَخَلُّفِنا؟

 

قلت كثيراً : إن الملحد الديمقراطي العلماني المؤمن بمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والقيم الإنسانية الفطرية البديهية هو أقرب لروحي ، وعقلي ، وديني ،  ومعتقداتي ، من ذلك المؤمن المسلم المُقَلِّد لفقهاء الدين الحجريين ، والعابد لصنم الحزب بعقل مُعَطَّل وقلب أعمى ، يجره الفقهاء والحزب إلى ارتكاب أبشع الجرائم والمجازر وهو يعتقد بشرعيتها الدينية ، ويحشون في رأسه ثقافة دينية تسلب منه المشاعر الإنسانية وتُجَوِّفَه من داخله لكي لا يبقى فيه لون من ألوان الرحمة .

قال الإمام علي عليه السلام : جالس العقلاء أصدقاء كانوا أو أعداء فإن العقل يقع على العقل .

قلت كثيراً : إن الملحد المناضل لإقامة الدولة العلمانية الديمقراطية الحديثة بقيم الإنسانية الفطرية ومبادئ حقوق الإنسان هو أقرب لديني وعقلي وروحي من ذلك المسلم الذي يناضل لإقامة الدولة الدينية وهو يعتقد بأن الإسلام دينٌ ودولةٌ وبهذه العقيدة يكمن السرطان كله والطاعون جميعه .

 وأنا أعتقد بأن الإسلام دين فقط ولا صلة له بمشروع إقامة الدولة ولا بدستورها ولا بقوانينها ومؤسساتها وأجهزتها التدبيرية ،  لأن الدولة تدبير بشري وليس أمراً دينياً . 

 

الشيخ حسن سعيد مشيمش
لاجئ سياسي في فرنسا