أي تحرك مطلبي شعبي يجب أن يُبنى على أهدف وخطط وبرامج وبذلك يستمر، وإن النزول إلى الشارع ينبغي أن ينطلق من مفهوم محدد وأن نجيب على سؤال ماذا نريد؟
 

التحركات المطلبية تغزو الساحات اللبنانية، ومطالب الإصلاح ومحاربة الفساد والإنماء تغزو مواقع التواصل الإجتماعي، وتصريحات النشطاء في المجتمع المدني من البقاع إلى بيروت والجنوب والشمال على مواقع التواصل  تتجاوز مئات الآلاف من المنشورات والتغريدات، وآخر التحركات خلال الأيام الماضية لحزب سبعة ومجموعة ناشطين في بعلبك، واليوم نحن بانتظار تحركات مطلبية جديدة للحزب الشيوعي اللبناني ومجموعة من الناشطين تحت عنوان تيار لبنان الإصلاحي.

عناوين هذه التحركات شبه متقاربة والأهداف واحدة وهي الإصلاح ومحاربة الفساد وتغيير الواقع إلى ما هو أفضل، وبالطبع فإن أي تحرك من هذا النوع هو تحرك مبارك ومطلوب  لأن الأزمة التي وصلت إليها البلاد هي  واحدة ومشتركة وعامة وهي تصيب كل المجتمع اللبناني بكل مكوناته، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم ما جدوى هذه التحركات من أولها إلى آخرها إذا كانت مجرد تحركات عفوية  لا تتعدى حدود ردة الفعل أو لا تتعدى لحظتها الإنفعالية  التي لا تقدم ولا تؤخر وتنتهي بعراضة شكلية تبقى دون الأهداف والتطلعات؟!

إن أي تحرك مطلبي شعبي يجب أن يُبنى على أهدف وخطط وبرامج وبذلك يستمر،  وإن النزول إلى الشارع ينبغي أن ينطلق من مفهوم محدد وأن نجيب على سؤال ماذا نريد؟ وإلى أين نريد أن نصل؟ 

هل نريد مثلاً أن نصل فقط إلى شاشة التلفزيون ونبتسم أمام الكاميرات ونطلق  بعض الشعارات وننصرف؟

اقرا ايضا : طار البلد ليست أغنية فقط!!

 

بالتأكيد إن التحرك المطلبي ليس كذلك، إن التحرك المطلبي الواعي والمدروس والهادف يعرف ماذا يريد قبل أن ينطلق .

إن أي تحرك مطلبي واعٍ يصدر بياناً بأهدافه وماذا يريد ويحدد خطة عمل مستمرة لأن عملاً من هذا النوع يجب أن لا ينتهي بانتهاء التجمع، لأن أي تحرك مطلبي هو استمرارية ومتابعة ومثابرة للوصول إلى النتائج المرجوة.

إن ما يحصل اليوم وأمس وقبل أيام تحركات  عشوائية عفوية لا تقدم ولا تؤخر مع هذه السلطة ومع هذه الأحزاب ومع هؤلاء المسؤولين لأنهم أحكموا السيطرة على كل شيء بغطاء القانون والزعامة والطائفة، وبالتالي فإن أي تحرك مطلبي وشعبي يجب أن يكون على مستوى الأزمة وعلى مستوى التحدي وعلى مستوى هذا الواقع المزري الذي وصلت إليه البلاد.

إننا ندعو إلى تحرك جدي ومدروس بعيداً عن رد الفعل وبعيداً عن الإنفعالية والعفوية ونشدّ على أيدي جميع النشطاء على الإستمرار وفقاً لخطط وأهداف وبرامج محددة من أجل الوصول إلى التغيير والإصلاح الذي نريد وبذلك فقط يمكننا أن نبدأ بالشكل الصحيح .