بيَّن القرآن الكريم الكثير من الوسائل التي ينبغي أن يبتغيها المؤمنون
 

نحن والقرآن الكريم، عندما تقرأ آية من آياته الشريفة، فلتقرأها كأنها نزلت للتو، وماذا فهمت منها تلقائياً أو ما يُسمَّى فهماً بدْوياً بعيداً عن أي تفسيرٍ أو روايةٍ أو هالةٍ من الخوف ، كأنني لا أدرك كلام رب العالمين الذي هو بلسانٍ عربي مبين، هنا أريد أن أقف لأفهم كلام الله بشيءٍ من التعقل والتأمل والتدبر، الذي هو ما أشار إليه سبحانه وتعالى ، ودعانا للتفكر فيه وتدبره، "أفلا يعقلون، أفلا يتدبرون، أفلا يتفكرون..ألخ". من هنا فلنقف عند هذه الآية الكريمة في (سورة المائدة آية/35/ قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون).. أليس الخطاب فيها على ظاهره وعمومه يشمل نفس النبي (ص) والصحابة والتابعين وأهل بيته من الأئمة (ع) وجميع المؤمنين، بقوله "وابتغوا إليه الوسيلة"...  والإبتغاء هو الرغبة في شيء والسعي لبلوغه... فالسؤال هنا ما هي الوسيلة التي يبتغيها النبي (ص) والصحابة والأئمة والمؤمنون للتقرب والسعي إلى الله تعالى، هي الإبتعاد عن المعاصي وتركها، والتوسل إليه بالإخلاص والعمل الصالح والإيمان به والتقوى له سبحانه وتعالى.. فالطريقة التي اتبعها النبي (ص) وسائر الأئمة بالوسيلة هي عينها يتبعها جميع المؤمنين، ثم نفس الآية الكريمة في آخرها بعد الأمر بابتغاء الوسيلة، ذكرت بل بيَّنت وسائل أخرى التي يتعيَّن الإبتغاء بها، قوله تعالى ".... وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون"... 

إقرأ أيضًا: إلى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى..؟

 

وبيَّن القرآن الكريم الكثير من الوسائل التي ينبغي أن يبتغيها المؤمنون: كالصلاة والصوم والحج والزكاة، وما إلى هناك من وسائل كلها للتقرب والتعبد إلى الله سبحانه وتعالى.. ثم اللافت معنى آخر في الآية الكريمة: (قوله وابتغوا) لم يقل (ادعوا)، بمعنى لم تقل الآية ادعوا الوسيلة، بل ابتغوا إليه الوسيلة، وهذه من الضرورات والبديهيات التي تفرِّق بين الإبتغاء والدعاء، فيكون الإبتغاء غير الدعاء.

ومعنى الدعاء هو الإبتهال والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، ومعنى الإبتغاء هو ما طلبه النبي (ص) من وسيلة للدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، فيكون سعي النبي (ص) لبلوغ الكمال والتوجه فقط إلى الله سبحانه وتعالى، وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم بقوله: " ونحن أقرب إليه من حبل الوريد..... وقوله تعالى: أليس الله بكافٍ عبده.... وقوله تعالى: ادعوني أستجب لكم..." فالدعاء لله تعالى فقط، والوسيلة هي الطريق الذي عالمنا إياه النبي(ص) بالتوجه من دون الحاجة إلى واسطة أخرى غير الله سبحانه وتعالى.