مروان شريل : ...أتصوّر أنّ تشكيل الحكومة لم يعد مرتبطًاً بالداخل وإنمّا بالخارج...
 
ما كاد الشعب اللّبنانيّ يتنفّس الصعداء حتى تعرقل من جديد مسار تشكيل الحكومة. خمسة أشهر ونصف الشهر، مرّت من عمر تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة، سلك خلالها مسار التأليف بالعديد من التعقيدات التي حالت دون ولادة الحكومة العتيدة حتى يومنا هذا.
 
وفي ظلّ الأزمات الإقتصاديّة، الأمنيّة والإجتماعيّة التي يمرُّ بها لبنان، طرح العديد من الهواجس من إمكانيّة أن يتعطّل مسار التأليف لفترة ما بعد الأعياد والتي قد تكون شائكة على الحياة السياسيّة في لبنان. مواضيع عديدة في الفترة الأخيرة  تُطرح على الطاولة، فكان لـِ موقع "لبنان الجديد"، حديث خاصّ مع الوزير السابق مروان شربل.
 
وعن الحادث الأمنيّ  الذي وقع أوّل من أمس في البقاع، قال شربل:" الجيش اللّبنانيّ والأجهزة الأمنيّة، جميعهم معرّضون  للخطر نسبة للمهمّات التي يقومون بها، والخطّة الأمنيّة في منطقة البقاع وبعلبك متواصلة."
 
 
وأكّد شربل في حديثه، أنّ "الإعتداء على عناصر الجيش الذي سُجّل في اليومين الماضيين، ممّا أدى لإستشهاد أحدهم، هو ليس الأوّل الذي يتعرّضون له، ومن المتوقع رداّت فعل في ظلّ القيام بواجباتهم على أكمل وجه بملاحقة المطلوبين."
 
وتابع:"هذا ليس أوّل شهيد يسقط للجيش اللّبنانيّ، هناك شهداء للجيش اللّبنانيّ وللأجهزة الأمنيّة، والجيش موجود  وسيُعزّز أيضًا وجوده والخطّة الأمنيّة متواصلة والجيش لن يتراجع."
 
وقال شربل في حديثه لـِ لبنان الجديد:"الجيش هو إبن هذا الشعب، فهو غير قادر على القصف بشكلٍ عشوائيّ ويستخدم الدبابات والملالات، إنما يرى أين هم الأشخاص المطلبون ويقوم بمداهمتهم وإن إستطاع الجيش إلقاء القبض عليهم فهذا جيّد و لكنّ إذا تعرّض الجيش لإطلاق النار الجيش سوف يدافع عن نفسه".
 
ووجّه شربل سلامًا لروح الشهيد في الجيش اللّبنانيّ الذي سقط وقال:" الله يرحمه، فدماء ذهبت فدى الوطن وفدى أولادنا."
 
وتطرّق شربل في حديثه، إلى العفو العامّ مُعتبرًا أنّه يجبُ إيعاد النظر بالموضوع مباشرةً بعد تشكيل الحكومة على أن يشمل جزءًا من المطلوبين وليس الجميع ما سيؤدّي إلى تخفيف الوضع المشحون وإلى إراحة السجون المكتظة، مُشيراً إلى أنّ للعفو العامّ إيجابيّات و سلبيّات لكنّ إيجابيّاتها أكثر طبعًا، فالعفو العامّ يجبُ أن يكون مدروسًا بشكلٍ جيّد وأن لا يأخذ طابع طائفيّ ولاسياسيّ ولا شعبويّ.
 
وعن تشكيل الحكومة، أجاب شربل:"أتصوّر أنّ تشكيل الحكومة لم يعد مرتبطًاً بالداخل وإنمّا بالخارج، فالخلاف السّياسيّ اليوم أوّ الخلاف الوجوديّ هو بين إيران والسعوديّة، ممّا يجعل الأمور السّياسيّة في البلد متشنّجة هذا الذي يؤخر تشكيل الحكومة".