نخصص جولتنا في الصحف الفرنسية ليوم 15 ديسمبر 2018 لتحرك السترات الصفراء الذي يدخل اليوم فصله الخامس.
 

السترات الصفراء تمضي أم تنكسر

"لوباريزيان" عنونت في صفحتها الأولى: "السترات الصفراء تمضي أم تنكسر" وقالت الصحيفة إن الفصل الخامس من تعبئة السترات يُفتح اليوم مع نزول المحتجين مجددا إلى الشارع للسبت الخامس على التوالي في باريس وفي مدن فرنسية اخرى. وأشارت "لوباريزيان" الى ان الدعوة الى التظاهر تأتي رغم اعلانات الرئيس ايمانويل ماكرون الإثنين الماضي، التي تضمنت بشكل خاص زيادة الحد الأدنى للأجور مئة يورو شهريا والغاء الضريبة على معاشات التقاعد المتواضعة.

وفي افتتاحيتها بعنوان "منعطف" تساءلت اليومية الفرنسية هل ان التظاهر في باريس سيتوقف بمناسبة قرب الاحتفالات بأعياد الميلاد وراس السنة ام سيستمر، مشيرة الى ان مدى تعبئة السترات الصفراء اليوم، والشكل الذي ستتخذه ستجيبنا على السؤال.
واعتبرت "لوباريزيان" ان التجمعات في باريس اليوم وفي المدن الفرنسية الأخرى إذا اتخذت منحى عنيفا مماثلا للأسابيع الماضية رغم الإجراءات التي اتخذها ماكرون لصالح القدرة الشرائية، فان الوضع سيصبح متفجرا سياسيا. والحكومة الفرنسية تدرك هذه المخاطر جيدا ولذلك كثفت توجيه الرسائل للفرنسيين بالإعلان خاصة عن توسيع المنحة الاستثنائية بألف يورو، التي حث ماكرون القطاع الخاص على إسنادها للموظفين.

ماكرون يُعول على الحوار لإخماد الاحتجاجات

هكذا عنونت "لوفيغارو" في المانشيت، قائلة ان الحكومة الفرنسية تُطلق اليوم حوارا شاملا على المستوى الوطني ينقُل بمقتضاه المسؤولون المحليون مطالب السترات الصفراء، في محاولة لتهدئة غضب المحتجين الذين يتظاهرون مجددا اليوم.

وفي افتتاحية بعنوان "من دون تابوهات" قالت الصحيفة ان الفصل الخامس يعني عادة في المسرح نهاية المسرحية، وحبذا لو يحتذي أصحاب "السترات الصفراء" بهذه القاعدة لتجنيب المشاهدين والممثلين التعب، واعتبرت "لوفيغارو" ان "الخريف الفرنسي" وما صاحبه من عنف وآثار كارثية على الاقتصاد، طال امده أكثر من اللزوم.

ومن شأن الإجراءات المالية التي أعلنها الرئيس ماكرون لدعم القدرة الشرائية بالنسبة للموظفين والمتقاعدين-كما تأمل اليومية الفرنسية-أن تفتح الباب للحوار والمشاركة في الاستشارة الوطنية التي اقترحها ايمانويل ماكرون.

حذرت الصحيفة من اهمال أي قضية اخرى حتى ولو كانت تُعتبر من بين التابوهات في الماضي مثل قضية الهجرة.

"ليبيراسيون" تعمّقت في عالم "السترات الصفراء".

الصحيفة خصصت ملفا شاملا عن الحركة الاحتجاجية ومطالبها ورموزها والعوائق والتحديات التي تواجهها.  وتحت عنوان "السترات الصفراء، خمسة فصول وألف سؤال وسؤال"، تساءلت "ليبيراسيون" كيف تنتظم الحركة؟ من هم الضحايا المباشرون والضحايا غير المباشرين وما عددهم؟ ومن سيستفيد من الإجراءات التي أعلنها ماكرون؟ ...هذه الأسئلة وغيرها حاولت الصحيفة تقديم إجابات عليها.

وتساءلت الصحيفة أيضا هل سيظل "القميص الأصفر" على حاله نهاية هذا الأسبوع؟ رغم الإجراءات التي أعلنها الرئيس ماكرون يوم الاثنين الماضي، والهجوم الإرهابي يوم الثلاثاء في ستراسبورغ؟  وهل سيكون من السهل -تابعت "ليبيراسيون"-بالنسبة للمحتجين اليوم، سرد الحجج المقنعة لاستمرار فصول التعبئة؟

وبعد شهر من التحرك، وتزامنا مع الفصل الخامس لتعبئة "السترات الصفراء" اختارت الصحيفة اجراء تقييم اولي للحركة التي ولدت على شبكات التواصل الاجتماعي وتُدار بشكل افتراضي. التقييم يتمحور حول ثلاثة محاور كبرى: تنظيم الحركة، المظاهرات والتجاوزات التي رافقتها، والردود السياسية المقدمة من السلطات.