شهداؤنا في الجيشِ كم أدمانا ذاكَ الرحيلُ وكمْ بكتْ عينانا...
 
"ما في حلم بيكمل".. لقد صدقت يا بطل، وكأنك كنت تعلم مسبقًا أن حلمك سيتوقف عن النبض وأنت لا زلت في عمر الورد... 
 
لكنك يا شهيد لم تعلم أن ذاك الحلم سينتهي على يد أبناء منطقتك وأنت تقوم بواجبك الوطني، بعد أن خضت معركة عرسال ضد التكفريين وخرجت منها منتصرًا..
 
رؤوف... أرقد بسلام فعزاء والدتك أنها ليست الوحيدة، عزاؤها أن معها آلاف الأمهات اللواتي فقدن قطعة من روحهن في بلد تفشى فيه الفساد. 
 
أرقد بسلام فوالدتك اليوم ستنثر الورد على سرير حبيبها الذي انتظرته لكنه كيف عاد لأمه؟ عاد يقول لها يا أمي أصابتني رصاصة مؤلمة، لم تكن لا من عدواً لي ولا من سلاح طائش، أصابتني رصاصة من سلاح أخي سلاح أحد أبناء منطقتي فعدت إليكِ يا أمي شهيداً...".
 
هذه الأم ستزغرد في عرسك الأخير فلن تنزوي في ثياب الحداد، ولن تبكي حزنًا على البطل الذي قاوم حتى لحظاته الأخيرة، ولكن من سيمنعها من أن تصرخ في وجه الذين غدروك؟ ومن سيمنعها من أن تلوم أقدار الدهر التي اختارت جسدك المصاب برصاصة الغدر، وكم تمنت هذه الأم أن تنتزع تلك الرصاصة وتداويك يا فلذة كبدها.
 
أرقد بسلام يا شهيد لبنان، ولا تنتظر ثأرًا من رئيس أو نائب أو زعيم.. كلهم جبناء لا تصلح وعودهم وخطاباتهم الرنانة إلا لحفلات الرقص.. أرقد فمدمع والدتك لن يطفئه الا رحمة من رب يشعر بآلامها فيسمع دعواتها المليئة بالاسى على وطن يموت فيه البريء ليحيا * الأزعر*
 
أيها الجندي الذي رفعت بدمائك اسم بلدة نحلة البقاعية عاليًا، ايها الشاب المليء بالحيوية الذي لم يتخطى عمره الـ 22 عامًا فلترقد روحك على مذبح الوطن بسلام ولتقطع دعوات أمك أيادي الغدر اللاإنسانية.