أين أصبحت المؤسسة الدينية التي أسسها الإمام الصدر التي كانت أساساً في مشروع الدولة وقيامة الوطن وصوناً للمحرومين من كل الطوائف..؟
 

لا بد من النقد الدائم لهذه المؤسسة الدينية الشيعة التي أسسها الإمام موسى الصدر، والتي كانت إيذاناً منه وإعلاناً بدخول الشيعة عصر المؤسسات، على أساس أن المؤسسة ليست مختصة فقط بالدولة وحصرها بها، بل أصبحت المؤسسة من شأن المجتمع من أجل المشاركة بما يضمن له جميع حقوقه وأولوياته، مع أنَّ الشعار الذي رفعه سماحة المؤسس هو أن لا يبقى محروماً واحداً في وطنه. ويتأكد النقد لهذه المؤسسة عندما تغيب عن دورها الأساسي في مفاصل الحياة الأساسية وبالأخص الأوضاع المزرية التي أوصلتها الطبقة السياسية إلى حد الإنهيار وضياع الحقوق..                                                                           

أين أصبحت المؤسسة الدينية التي أسسها الإمام الصدر التي كانت أساساً في مشروع الدولة وقيامة الوطن وصوناً للمحرومين من كل الطوائف..؟                                             

سماحة الرئيس الشيخ عبد الأمير قبلان: إنَّ من أهم المطالب التي وضعها الإمام الصدر (الكفاءة) التي هي المعيار الحاسم في شغل الوظائف العليا داخل الدولة، وخصوصاً في القضاء والإفتاء وأمناء الفتوى.. وبما أنَّ سماحتكم المؤتمن على أمانة الصدر وأمانة المؤسسة الشيعية، فما هي المعايير المطلوبة ـ دينياً وقانونياً ـ لمن يريد أن يعمل في هذه المؤسسة.؟ ما هي المستندات التي ينبغي على من يريد أن يكون موظفاً ومفتياً أو أميناً لسِّر الإفتاء أو مدرَّساً للفتوى، حتى يتمكَّن من الحصول على هذه الوظيفة.؟ هل يكفي أن يكون صهراً لمرجع شيعيٍ. أو يكون محزَّباً أو منظَّماً ترضى عنه السيادة والرياسة الحزبية..؟ أم هل يكفي أن يكون فرَّاشاً أو طحَّاناً أو كلاَّساً حتى يتكمن من الوظيفة..؟ أم يكفي أن يكون بغبغائياً لا يفقه إلا البغبغة..؟ مع العلم يا سماحة الشيخ أننا كنا من كوادر حركة أمل، ومن العاملين في المسؤولية الثقافية داخل الجسم الحركي، بل نزيدكم بأننا وفي كل استحقاقٍ مفصلي كنا وما زلنا من المشاركين بنجاح كل مفصل حركي وبلدي، فلتسأل رئيس المكتب السياسي لحركة أمل، ماذا فعلنا لحركة أمل إلا الفوز والنجاح، وفي الوقت عينه من هو الذي استفاد على أكتافنا وأكتاف الكثيرين من أبناء جلدتكم يا سماحة الشيخ...؟!!؟؟ 

إقرأ أيضًا: الحمقى والمعمَّمون الجهلة!

سماحة الشيخ الرئيس: لا أدري إن كنت تعلم بأنَّ بعض المتصدين والمتصدرين من هذا البعض مع حركة أمل وشخص الرئيس نبيه بري، إذ أنهم كانوا معادين له طيلة سنواتٍ عجافٍ، وقد حاربوه من على المنابر لمدة مديدة.. وفي الوقت عينه كنا المدافعين عن حركة أمل وشخص الرئيس من على المنابر صوناً لما نعتقده ونتماشى معه.. بالإضافة إلى تبليغهم الديني المنصرف لنعت حركة أمل بشخص رئيسها بأوصافٍ ينكرها الدين وأدبياته.. يا سماحة الشيخ نحن لا ننكر عليهم استبصارهم وردعهم عن ذلك، فيمكننا بالقول أن طريق الرجعة إلى الوراء مفتوح على أكثر من موضوع، وأنَّ المواقف تتبدَّل وتتغيَّر بناءاً لمعطيات وظروف موضوعية، لكن يا سماحة الشيخ، أليست تغيير القناعات والمواقف يحتاج من أجل إثباته إلى الإعتراف الصريح والجريء بخطأ المواقف السابقة.؟ وللأقل لرأيناهم في المجالس والمواقف من يدافعون عن أولياء نعمتهم..! لكن أن يكون ذلك على حساب من هم أولى منهم، فهذا ما يحتاج إلى إحتياط، كما علمتونا من مدرسة أهل البيت (ع) "أخوك دينك فاحتط لدينك"..       

وأخيراً يا مولانا يا سماحة الشيخ: نحن نجل ونحترم العالم والفقيه والشيخ الذي لا يخاف في الله لومة لآئم،ولا يتاجر بعمته وجبته ليحصل على جواز سفرٍ عابر لكل ما هو مختص بخصوصية البشر.. ولا يقدِّم التوافه  ـ نرجيلة تنباك إيراني ـ  لا شغل ولا وظيفة سوى معاش آخر الشهر ـ على الأمور العظيمة الموكلة إليه..                                                     

وأخيراً وبالختام، أطال الله بعمركم ودفع عنا وعنكم الشرور والبلية، ويبقى سؤال من مواطن (عاطل عن الأمل) الذي يريد أن يقدِّم على وظيفة في مؤسستكم، ماذا يُطلب منه... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... ولدكم الشيخ عباس حايك.