يبدو أن نجاح تلك المفاوضات يتصل بالأوضاع التي تعيشها كل من إيران والمملكة السعودية في الفترة الراهنة
 

ان المحادثات اليمنية التي انطلقت منذ أسبوع في عاصمة السويد ستوكهولم أدت بنتائج إيجابية حتى الآن منها اتفاق ترتيبات الحديدة وتبادل الأسرى وفك الحصار عن مدينة تعز.

تلقت تلك المحادثات ترحيب سعوديًا وإيرانيًا ما رفع حظوظ النجاح النهائي لتلك المحادثات التي من شأنها أن تنهي بمحن الشعب اليمني وتعيد الاستقرار لبلادهم. 

ولكن يبدو أن نجاح تلك المفاوضات يتصل بالأوضاع التي تعيشها كل من إيران والمملكة السعودية في الفترة الراهنة. 

ذلك لأن السعودية خسرت دعم الولايات المتحدة التي اعربت على لسان الرئيس ترامب عن نيتها بإنهاء الحرب في اليمن. 

وأما إيران التي كانت تبشر حتى وقت قريب بهزيمة تحالف الحزم وانتصار الحوثيين، تنازلت فعلًا عن ذاك الانتصار الحاسم وقبلت بانصاف الحلول وذلك تحت ضغوط العقوبات التي اعادتها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، ذلك لأن تلك العقوبات ولو أنها لا تدفع إيران إلى التفاوض والتنازل ولكن احتواء تلك العقوبات رهن على تحقيق وعد الاتحاد الأوروبي بفتح قناة للتبادل المالي لضمان التجارة مع إيران.

إقرأ أيضًا: برنامج إيران الصاروخي تحت المجهر الأميركي

وبالرغم من أن الاتحاد الأوروبي وخاصة الدول الثلاث فرنسا وألمانيا وبريطانيا تؤكدن على عزمها لاستمرار الاتفاق النووي الذي يعتبرنه ضمانًا لاستقرار أوروبا ولكن يبدو أن تلك الدول وجدت في حاجة إيران إلى تلك القناة (اي بي وي) فرصة للحصول على نقاط منها ولهذا ربما اشترطت الدول الثلاث على إيران دعمها لعملية السلام اليمنية لقاء فتح تلك القناة التي تنقذ الاتفاق النووي وتوفر مكسبًا كبيرًا لها وتتيح لها قوة الصمود أمام العقوبات الأميركية. 

وكان لافتًا أن سفير إيران في بريطانيا أعلن قبل يومين عن استئناف مفاوضات بين إيران وبين فرنسا والمانيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل بالتزامن مع محادثات السلام اليمنية في العاصمة السويدية ستوكهولم مما يقوي احتمال ارتباط نتائج محادثات السلام اليمنية بتشغيل القناة المالي الخاص للتبادل مع احتمال الذي طرح مع وصول وزير الخارجية البريطاني الى طهران قبل أسبوعين. 

وقد أكدت المنسقة الأوروبية للعلاقات الخارجية فدريكا موغريني على ان إيران استخدمت نفوذها على الحوثيين لتشجيعهم على الدخول في محادثات السلام. 

وفي حين أن الجولات الأربعة الماضية من تلك المحادثات أدت الى الفشل، إلا أن الجولة الراهنة اثمرت نتائج إيجابية، ان الأزمات التي تعيشها كل من إيران والسعودية لها تأثير كبير في إنجاح تلك المحادثات وتلك الأوضاع تبعث على التفاؤل بانتهاء الحرب اليمنية نهائيًا.