مليون و800 ألف زاروا لبنان هذا العام
 

لا تشكل الأوضاع السياسية المتأزمة، وبالتحديد على الجبهة الحكومية، والفشل في وضع حد للفراغ الحكومي المستمر منذ نحو 7 أشهر قبل عطلة الأعياد المقبلة، كما التطورات على الحدود الجنوبية مع إطلاق إسرائيل عملية «درع الشمال» التي تقول: إنها تهدف إلى تدمير أنفاق لـ«حزب الله»، عوامل مساعدة لحث السياح على قضاء الأعياد في لبنان. ورغم كل ذلك، تبدو الأرقام التي تسجلها وزارة السياحة والمعنيون بهذا القطاع مشجعة إلى حد كبير مع تعويلهم على تكدس الثلوج في الأيام القليلة المقبلة؛ ما سيتيح عندها فتح مراكز التزلج واستقطاب السياح محبي هذه الرياضة.

ويشير وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال أفيديس كيدانيان، إلى أن حجوزات الفنادق ممتازة وإن كان تم تسجيل إلغاء بعضها في فنادق الـ5 نجوم نتيجة التطورات على الحدود الجنوبية. ويتحدث كيدانيان عن تسجيل دخول مليون و800 ألف سائح لبنان خلال العام الحالي، مرجحاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن يبلغ هذا العدد المليونين مع نهاية العام. ويضيف: «العدد الأكبر من السياح هم من الأوروبيين، يليهم الأميركيون والكنديون والبرازيليون، ومن ثم العرب من العراق ومصر ومن دول الخليج».

ويلفت كيدانيان إلى أن الوزارة تعول على وصول أعداد كبيرة من الأردنيين خلال فترة الأعياد عبر البر بعد فتح معبر نصيب، وبخاصة أن الاستقرار الأمني في لبنان من المفترض أن يشكل حافزاً أساسياً لأي سائح يرغب في قضاء الأعياد خارج بلده، مضيفا: «النسب المعتمدة بحسب منظمة السياحة العالمية للنمو في هذا القطاع تتراوح بين 5 و6 في المائة، ونحن سجلنا عام 2010 نسبة نمو بلغت الـ11 في المائة، وها نحن نسجل هذا العام نسبة 6 في المائة».

وبحسب أرقام وزارة السياحة، فإن 7.6 مليار دولار صُرفت على القطاع السياحي عام 2017، في حين تم تسجيل صرف 8 مليارات دولار عام 2010، «حين كان معظم السياح من العرب والخليجيين الذين يصرفون أكثر من سواهم من السياح، وبالتحديد إذا قارناهم بالأوروبيين والأميركيين، باعتبار أن معدل اقامتهم في لبنان يتراوح ما بين 30 و40 يوماً، كما أنهم يصرفون الأموال في المطاعم ومن خلال التبضع»، على حد تعبير الوزير كيدانيان.

ويُرجح الأمين العام لنقابة أصحاب الفنادق في لبنان وعضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي وديع كنعان أن يكون الموسم السياحي الشتوي هذا العام مشابهاً للموسم الماضي، مؤكداً أن نسبة الحجوزات في الفنادق إلى تحسن، قائلاً: «نتوقع أن تصل نسبة الأشغال في فنادق بيروت إلى 80 في المائة وفي المدن السياحية كجونية وجبيل إلى 70 في المائة، أما المناطق الجبلية المتوسطة فنسبة أشغال الفنادق فيها ستتراوح ما بين 35 و50 في المائة».

ويشير كنعان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه إذا كان هناك كثافة في تساقط الثلوج، فإن فتح مراكز التزلج أبوابها سيجعل إشغال الفنادق القريبة من هذه المراكز ما بين 90 و100 في المائة. ويضيف: «70 في المائة من شاغلي الفنادق هم من اللبنانيين، وأغلبيتهم من المغتربين، أما نسبة الأوروبيين والعرب وأولئك الذين من جنسيات أخرى فهي نحو 30 في المائة». ويتوقع كنعان أن تكون رحلات الطيران مكتملة خلال فترة الأعياد، وأن تسير خطوط «الميدل إيست» كالعادة 70 رحلة إضافية.