تكمُن أهميّة معرض الكتاب في بيروت عن غيره، أنّ القرّاء يلتقون بالكتّاب والمثقفين، بهدف اللّقاء الشخصيّ مع الكاتب وتبادل الأفكار والأحاديث معه
 
تدخل إلى قاعة معرض الكتاب في مجمّع "البيال"، مقابل الواجهة البحريّة حيثُ أراد القيّمون أن يعكُس صورة ثقافيّة لـِ بيروت كـَ عاصمة حاضنة للكتاب والثقافة والفكر، تحتار من أين عليك أن تبدأ رحلتك حيثُ تتربّع على الرفوف آلاف الكتب، الدواوين والإصدارات التي تعدّدت موضوعاتها وإتجاهاتها ما بين أدبيّة، ثقافيّة، نثريّة، دينيّة. 
لكيّ ينتهي الزائر من إلقاء نظرة على جميع الدور المشاركة يتطلّب ذلك ساعات عديدة، أمّا في حال قرّر الغوص في كلّ جناح، فسيحتاج إلى زيارة المعرض طوال أيّام إنعقاده.
 
 
زوّار من مختلف الأعمار، كبار السنّ يبحثون على عناوين الكتب التي تلفتهم، أطفال برفقة ذويهم أو أساتذتهم خصوصًا وأنّ لهم حصّة من بعض دور النشر من خلال عناوين تتناسب وأعمارهم، والذي لفتنا هذا العام هو إكتظاظ المعرض بالحضور من دكاترة ورجال فكر وإعلاميّين وطلّاب جامعيّين وتلامذة مدارس، من مختلف الجنسيّات والمناطق. 
وتكمُن أهميّة معرض الكتاب في بيروت عن غيره، أنّ القرّاء يلتقون بالكتّاب والمثقفين، بهدف اللّقاء الشخصيّ مع الكاتب وتبادل الأفكار والأحاديث معه. مما يُعيد الإعتبار، للمناخ الثقافيّ الشبه غائب في أيامنا هذه  في ظلّ سيطرة مواقع التواصل الإجتماعي على يوميّاتنا.
 
وفي لمحة خاطفة على  تاريخ المعرض، الذي تمّ تأسيسه عام 1956، من قِبل لجنة من أعضاء الناديّ الثقافيّ العربيّ برئاسة سميح البابا، بدايةً كان إسمه "معرض الكتاب العربيّ" وليس "معرض بيروت الدولي للكتاب"، وكان يُقام في قاعةٍ داخل الجامعة الأميركيّة في بيروت، على مساحة لا تتخطى الـ40 متراً حيث كانت طريقة عرض الكتاب تتمّ بشكلٍ بدائيّ، وتطوّر هذا المعرض مع الزمن إلى أن أصبح، معرضاً دوليًّا ومقصدًا للجميع.
والنقلة النوعيّة للمعرض كانت عندما إنتقل إلى مركز الجامعة العربيّة في بيروت، على مساحة بلغت حوالى 250 متراً، ثم أواخر الثمانينيات إلى قاعات قصر الأونسكو على مساحة 600 متر، ومن ثم في وزارة السياحة في شارع الحمرا على مساحة 1200 متراً.
 
وفي ظلّ الوضع المتردّي في البلد، يبقى معرض الكتاب منارة في هذا الزمن المعتم.