دخل رئيس الجمهورية ميشال عون مع الاطراف المعنيين في نقاش حقيقي لتوفير مخرج تمثيل النواب السنّة الستّة ووضع الحجر الاخير في بناء الحكومة. وإذا لم يتحقق هذا الامر فإن الهيكل كله مهدد بالسقوط، وعندها ستحدث انشطارات اقتصادية وسياسية خطيرة. لذلك يعوّل عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري على إمكان حدوث هذا الخرق اذا نضجت حصيلة الاتصالات الاخيرة بعدما غرق البلد على مدار أكثر من أسبوع في موضوع توجيه رئيس الجمهورية رسالة الى مجلس النواب، ليزيد المشهد تعقيداً وتتولّد أزمات أخرى. وكان للحديث عن تلك الرسالة مفاعيل ضغط للإسراع في معاودة الاتصالات من قصر بعبدا، بعد تبيان حقيقة المشكلة العالقة. وناقش عون و”حزب الله” المشكلة من جوانبها كافة بعد قبوله بالتخلي عن مقعد من حصته ليكون من نصيب سنّة المعارضة، مع الاشارة الى أن الوزير جبران باسيل لم يعط كلمته النهائية بعد في هذا الخصوص. ويأمل عون اختيار من يمثل سنّة المعارضة من خارج فريقهم النيابي. وقد جاءه الرد سريعا بأن الحزب لا يمارس أي ضغوط على أعضاء “اللقاء التشاوري”، بل هو يقبل بما يقررونه حيال تمثيلهم في الحكومة، وهذا أمر مفروغ منه، سواء تم اختيار اسم منهم او القبول بشخصية من خارجهم، “وهذا الأمر متروك لهم”.

وأبلغ الحزب الى عون صراحة ما يلي: “اذا نجحت فخامة الرئيس في وضع الصيغة التي تريدها وقبلوا بها فلا مشكلة عندنا سوى مشاركتهم في الحكومة. وجرى التطرق في اللقاء أيضاً الى مسألة تقلق “حزب الله”، هي تحميله مسؤولية تعطيل الحكومة والقول انه يتسبب بكل الخسائر الاقتصادية التي يتكبدها البلد. وسمع عون من الوفد “اننا وقّفنا البلد كرمالك” عند تذكيره بأن الحزب سانده قبل عامين ونصف عام ليصل الى رئاسة الجمهورية وأيد مواقف “التيار الوطني الحر” لأشهر عدة في حكومة 2009 ليتم توزير جبران باسيل وإعطاؤه الحقيبة التي يريدها، ولم يجر الحديث آنذاك عن تحميل الحزب مسؤولية الاخطار التي تهدد اقتصاد البلد وماليته. وفي خلاصة استقبال عون للنواب الستّة امس، فقد تخللته اجواء من المصارحة، وبقوا على موقفهم وهو “أسود على أبيض” القاضي بتوزير “1 من 6 لا اكثر ولا اقل”. وقبل ان يطرح عليهم تمثيلهم بواحد من خارجهم، تلقى الرد نفسه الذي كان يردده قبل انتخابه رئيساً للبلاد، وهو وجود plan A فقط، ولا يقبل بـplan B.

وعند تقديم عون مقاربته لهم بأنهم يحملون السيد حسن نصرالله الكثير، تلقى جواباً مفاده ان حضورهم وما حصّلوه في الانتخابات هو حق لهم ولقواعدهم الشعبية، وان جهات عدة في البلد تقف معهم “لكن وقوف السيد نصرالله معنا دين في رقابنا”. ودعاهم عون الى التفكير جيدا في واقع البلد والكارثة التي تهدده في حال الاستمرار في تأخير تشكيل الحكومة. وذكرهم مرة اخرى برواية “أم الصبي”. وأيدهم بقوله انه ليس مع الحريري في عدم استقبالهم وما معو حق”.

من جهته، كان الحريري – يحضر حفل تخرج ابنه في جامعة ساند هيرست في لندن اليوم – وباسيل قد ناقشا بالطبع آخر أفكار الحل التي لن تنتهي إلا بخسارة عون مقعدا من حصته، سواء بقي في كتيبته الوزارية او خارجها، ليكون من نصيب سنة المعارضة، وهذا ما يشكل “خسارة معنوية” للحريري الذي لطالما أعلن عدم اعترافه بهذا المكون وأنه لن يوقع عند صدور مراسيم التأليف على أي اسم منهم او من يمثلهم.