دفع تويني باهظًا ثمن مواقفه ومبادئه التي رفض أن يتراجع عنها رغم الظروف والضغوطات التي مُورِست عليه
 
على الرغم من مرور نحو 13 عامًا، على إغتيال رئيس مجلس إدارة صحيفة النهار اللّبنانيّة، الصحافي جبران تويني، في بيروت، إلّا أنّ صدى صوته لا يزال مدوّيًا في وجداننا، بغيابه إنتهت حكاية مجد خطّها بحبر الإيمان والإخلاص لوطنه لبنان الذي لا يمكن لعوامل الزمان أن تمحي معالمه.
 
وفي ذكرى إغتياله، إستذكره ناشطو مواقع التواصل الإجتماعي مسترجعين صوراً ومقالات وأقوالاً، عن الحرّيّة والديموقراطيّة، وعن لبنانه العظيم، أرفقوها بعبارات الشوق والأسى على أستاذٍ سطع في عالم الكلمة والفكر ولا يزال متربّعًا على مساحة شاسعة في وعيهم ووجدانهم. 13 عاماً من اللّاعدالة حضرت بقوّة في تعليقاتٍ تندّرت على آوان ورد لم يحن بعد.
 
 
 
ويُعدُّ تويني من أجرأ الكتّاب الصحفيّين ليس في لبنان فقط وإنّما في الوطن العربي، حيث كان يملك جرأة وتفرّدًا في كتاباته، التي لم تكن تُحاكي القارئ بقدر ماكنت تُحاكي الرقيب، في وقتٍ كانت الصحافة العربيّة غارقة بكتابات وخطابات تقليديّة.
 
في الثاني عشر من كانون الأوّل من العام 2005، كان تويني على موعد مع الموت حيثُ إغتيل بعبوة ناسفة وكانت حينها الإغتيالات في أوجّها  وذلك لكم الأفواه وضرب إنتفاضة الإستقلال وخنق رياح الحرّيّة التي صنعها قلب بيروت النابض في آذار 2005. وعلى الرغم من الإجرام الفاضح إلّا أنّ تويني ما زال حتى اليوم، واحداً من أبرز صُنّاع القرار والنصر تماماً.
 
ودفع تويني باهظًا ثمن مواقفه ومبادئه التي رفض أن يتراجع عنها رغم الظروف والضغوطات التي مُورِست عليه، لذا إغتالوه خوفًا من جرأته التي أرعبتهم حتى آخر رمق فيه. 
 
ثورته لم تكن كباقي الثورات لأنّها حملت قسماً من أجل لبنان جديد:" نقسم بالله العظيم مسلمين ومسيحيين، أن نبقى موحدين إلى أبد الآبدين دفاعاً عن لبنان العظيم". 
 
لكن ومع مرور 13 عامًا على إغتياله أين نحن اليوم من هذا القسم ...؟