اضطر حزب الله للحدّ من سلطة الحاج حيدر بدلاً من إقصائه ووضعه في السجن، فتم نزع بعض صلاحياته وتوزيعها على وحدات أخرى
 

إن حدّثوك عن الاستكبار والطغيان فحدّثهم عن "حيدر الحماية"!!!

هو مسؤول وحدة الحماية في حزب الله (وحدة ١٠٠٠)، المشهور باسم "الحاج حيدر" (من آل عواضة - بلدة الخيام الجنوبية).

هذه الوحدة المحسوبة على الوحدات الأمنية (التشبيحية) كانت منذ أشهر أكبر الوحدات العسكرية من حيث عديد العاملين فيها (متطوعين وموظفين)، وأكثرها انتشاراً من حيث المهام الموكلة اليها.

وكانت مهامها (قبل نتف ريشها) تشمل حماية أمن الشخصيات والمراكز الحزبية والمجمعات الدينية، اضافة الى حماية الانشطة والاحتفالات التي يقيمها الحزب في المناسبات الخاصة، واجراء دوريات ضمن مربعات معينة خصوصاً في الضاحية الجنوبية لبيروت، وما كان يُعرف سابقا بالمربع الأمني، فضلاً عن تنفيذ مداهمات واعتقالات واجراء عمليات أمنية خاصة يتسم معظمها بالقذارة.

ولهذه الوحدة اقسام منتشرة في كافة المناطق التي يسيطر عليها الحزب، وقد تمددت نشاطاتها الى الأراضي السورية بعد إندلاع الحرب هناك، حيث استولى "الحاج حيدر" على بعض القصور في منطقة القلمون ومحيط دمشق بذريعة المهام العملية، وحوّلها الى مراكز يستجمّ فيها مع عائلته أحياناً، ومع بعض شبيحته أحايين أخرى، حتى أن أحد القصور هناك بات موسوماً باسمه ويعرف ب"فيلا الحاج حيدر"!!

وقد بلغت صلاحيات وحدة الحماية بعد حرب تموز حدّاً تحوّل من خلالها "الحاج حيدر" وبعض العاملين معه الى مجموعة من الفراعنة والشبيحة الذين يضربون بعصا الحزب دون حسيب أو رقيب، حتى اشتكى من طغيانهم الحزبيون قبل غيرهم، وصار "حيدر" كبير الشبيحة حاكماً بأمره مطلق الصلاحيات.

هذا ودأب عناصره -بحجة القيام بمهامهم- على تنفيذ عمليات المداهمة والاعتقال والتحقيق والتهديد والوعيد، وكانوا يزجون الناس في السجون دون الخضوع الى أية رقابة أو محاسبة.

والمعروف عن "الحاج حيدر" أنه كان يأمر بسَوق بعض المخالفين من الحزبيين وغيرهم الى السجن قبل أي تحقيق أو قرار من الجهات الرسمية في التنظيم، وبعضهم يتم نسيانه في أقبية السجون أشهرا لا يُلتفت اليهم الا بعدما يعلو صوت ذوويهم فيخاف "حيدر" من الفضيحة ويضطر لتركهم.

كما أن معظم من سجنوا كانوا يتعرضون للتعذيب الوحشي على أيدي عناصر من الوحدة المذكورة، وقد سجلت في سجونهم كثيرٌ من الانتهاكات لحقوق الانسان، خصوصاً أن معظم العاملين فيها من كوادر وعناصر معروفون -حتى داخل الحزب- بتكبرهم وسوء خلقهم المستقى من كبيرهم (المجاهد) "الحاج حيدر".

وكان هذا الأخير قبل تحجيمه يصدر العدد الأكبر من البطاقات الحزبية الأمنية المعروفة "ببطاقات اللجنة" التي تصدرها أيضاً وحدة الارتباط والتنسيق، وهذه البطاقات كانت توزع بالدرجة الاولى على المحسوبين عليه، وعلى بعض كوادر الوحدة والمقربين منهم، ثم على العاملين في الوحدة خصوصاً في مجال حماية الأنشطة وتنفيذ المداهمات، وهم بمعظمهم مجموعة من الشبيحة والموتورين الذين يتم انتقاؤهم بما يتناسب مع مهامهم القذرة، فيستغلون السلطة الممنوحة اليهم لأهداف شخصية تشمل تنفيذ مداهمات انتقائية واعتقال بعض المواطنين خصوصاً غير اللبنانيين منهم الذين يقيمون في الضاحية الجنوبية، اضافة الى فرض الخوات وانتهاك الحرمات والاعتداء احياناً على الأعراض، كما أن بعضهم مطلوبون للاجهزة الأمنية بمذكرات توقيف.

ومنذ أشهر اضطر الحزب للحدّ من سلطة "الحاج حيدر" بدلاً من إقصائه ووضعه في السجن، فتم نزع بعض صلاحياته وتوزيعها على وحدات أخرى، وحُصرت نشاطاته بتأمين الاحتفالات وتسيير بعض الدوريات ومتابعة أوضاع السوريين المقيمين في مناطق نفوذ الحزب، كما تمّ منعه من اصدار البطاقات الأمنية بعدما اكتشف الحزب أن كثيراً من المطلوبين للدولة والمهربين وتجار المخدرات في بيئته يحملون نسخاً منها مقابل مبالغ مالية كانت تدفع لأفراد في وحدة الحماية، وبعضها بعلم (الحاج المجاهد) حيدر، وقد أثار هذا الأمر استياء الأخير واعتكف مدة في منزله قبل أن يعود إلى مزاولة مهامه حين علم أن أحد مرؤوسيه يهمّ بالجلوس مكانه.

فلماذا لا يفتح الحزب تحقيقاً شاملاً في مخالفات هذا الشبيح، ويضعه في السجن، خصوصاً أنه وأمثاله الكثيرون يشوهون صورة المقاومة ويسيئون إلى مسيرة الشهداء؟!!!

سارة عون

(نقلا عن صفحتها الخاصة في الفايسبوك)