أفردت الصحف الفرنسية ليوم 11 ديسمبر 2018 حيزا هاما للإجراءات التي أعلن عنها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لاحتواء غضب حركة السترات الصفراء.
 

أكثر من عشرة مليار يورو لاحتواء الغضب

انقسمت الصحف الفرنسية بين مطالب بـ "المزيد من التنازلات" ومتساءل عن "كلفة الإجراءات التي كشف عنها الرئيس ماكرون والتي تهدف لتعزيز القدرة الشرائية" للفرنسيين: "اكثر من عشرة مليار يورو لاحتواء الغضب" عنونت "لوبينيون" المانشيت فيما "لوفيغارو" خصصت افتتاحيتها ل "ثمن التهدئة" الذي يقدر بحسب كاتب المقال "الكسيس بريزيه" ب"مليارات قد يتم تسديدها بواسطة مزيد من العجز في الميزانية ومزيد من التقشف او من الضرائب" يضيف "بريزيه".

ثمن إعادة السلم الأهلي

وقد اعتبر أنه "لن يكون هناك اعتراض على هذا الثمن، مهما ارتفع، إذا كان لا بد منه لإعادة السلم الأهلي. ولكن هل يكفي هذا لجعل المحتجين يتخلون عن ستراتهم الصفراء؟" السؤال يبقي مطروحا بحسب افتتاحية "لوفيغارو" التي خلصت الى ان "ما هو على المحك ليس المستقبل السياسي للرئيس ماكرون فحسب بل مستقبل الديمقراطية الفرنسية".

السترات الصفراء سجينة روتين الاحتجاج المستدام

ونجد في صحف اليوم رصدا لردود فعل حركة السترات الصفراء على الإجراءات التي أعلن عنها الرئيس ماكرون، وعلى رأسها، رفع الحد الأدنى للأجور. "السترات الصفراء أصبحت سجينة روتين الاحتجاج المستدام" كتبت "لوبينيون" فيما "لوفيغارو" نقلت مشاهداتها خلال جولة لمراسليها على نقاط تجمع السترات الصفراء حيث "الغضب والمرارة ولكن أيضا العطاء والحب" تقول "لوفيغارو" اذ "احتفل بزفاف ناشطين تعارفا في خضم الحملة في أحد أماكن تجمعهم فيما قام آخرون بجمع تبرعات فاقت الأربعة آلاف يورو لمسابقة تيليتون".

"ليبراسيون" لا ترى تنازلات ماكرون كافية

"ليبراسيون" بدورها نقلت عن بعض المحتجين "أنهم لا يرون ان التنازلات التي أعلن عنها البارحة كافية". وهو موقف تبنته "ليبراسيون" في افتتاحيتها. كاتب المقال "لوران جوفران" لفت بشكل خاص الى "تغييب الرئيس لمسألة امكانية إسهام الأكثر ثراء بتمويل القدرة الشرائية" وقد اعتبر "جوفران" ان خطاب الرئيس لم يكن بحجم اللحظة التاريخية التي تعيشها البلاد". "ويراهن الرئيس ماكرون" خلص "جوفران"، "على انحسار تأييد الرأي العام للسترات الصفراء، لكن الحركة الاحتجاجية لن تتوقف بين ليلة وضحاها" كما قال.

"لوباريزيان" تؤيد رد ماكرون على غضب الشارع

وخلافا ل "ليبراسيون" نقرأ في صحف أخرى تفهما لموقف الرئيس ماكرون. بدءا ب "لوباريزيان" الواسعة الانتشار وقد عنونت غلافها: "لقد أجاب ماكرون هذه المرة على السترات الصفراء" وقد اعتبرت "لوباريزيان" ان "الرئيس رد على غضب السترات الصفراء، بإعلانه حالة الطوارئ الاقتصادية والاجتماعية". وقد اشارت افتتاحية "لوباريزيان" الى ان "مهمة ماكرون كانت صعبة إذا كان عليه ان يعبر عن عطفه وتفهمه وان يعترف بأخطائه ويقدم التنازلات من دون ان يتخلى عن برنامجه الإصلاحي".

آفاق جديدة

الكاتب في "لوباريزيان" "نيكولا شاربونو" خلص الى ان "خطاب الرئيس فتح آفاقا جديدة ولكن بشرط الا يجد في مواجهته معارضة بائسة" بحسب "شاربونو"، "معارضة مذنبة او غير واعية اذ قررت مسبقا ان التنازلات لم تكن كافية وبدأت منذ البارحة تعد العدة للاستمرار بالوقفات الاحتجاجية" كتب "نيكولا شاربونو".

الفجيرة ودبي وتهريب النفط الإيراني

الملف الداخلي الفرنسي على أهميته لم يغيب باقي الملفات. ومن بين المواضيع اللافتة التي قرأناه هذا الصباح تحقيق ل "جورج مالبرونو" موفد "لوفيغارو" الخاص الى الفجيرة ودبي عن كيفية مساهمة المرفأين بتهريب النفط الإيراني رغم العقوبات الأميركية. ونقرأ في ليبراسيون" بالمقابل عامودا في صفحة الرأي لأحد أساتذة جامعة السوربون ضد زيادة أقساط التسجيل في الجامعات الفرنسية على الطلاب الأجانب.