إلى كل مؤمنٍ ومؤمنة وطيبٍ وطيبة، من الذين يخافون الله، أن يلتفتوا إلى هؤلاء الذين يتبوؤون مناصب من الوعظ والإرشاد والإفتاء
 

قد تُثار حفيظة الكثيرين من المرتدين لمسوح القداسة من أصحاب الطرابيش، ومن المنتفعين أنفسهم لخدمة شيطانهم وسلطانهم السياسي من هذا "العنوان".. إلاَّ أنه ليس من صنعنا، بل هو لمرجع شيعي كبير السيد "الخميني" عندما أبدى نصيحته الأبوية بأن تنظروا إلى الله فحسب، ولا تتأثروا بالذين يتظاهرون بالقداسة والمعمَّمين الجهلة، ويتظاهرون بالقداسة هم من الحمقى ومن المعمَّمين الجهلة ـ صحيفة النور الإيرانية ـ وجاءت بعض كلماته في وصيته التاريخية،" إتهم فيها أولئك المتلفِّعين بالجهل والغباء، وأنهم يعتاشون بالولاية ويجعلونها أداة للكسب والإرتزاق، حتى ارتقى بالوصف قائلاً: "إنَّ بعضهم حيَّات رقطاء وأفاعٍ سامة ملساء، متبرقعين بالقداسة لخداع الناس ،وأنَّ بعضهم قصموا ظهر النبي (ص) وظهر الأمة.." 

نعم ولو قدِّر للسيد الخميني أن يبقى حيَّاً لرأى من هذا الصنف ما يهتز له عرش الرحمن، لكثرة المنتفعين والمتصيدين المحسودين في الصيد هم في مراكز الإفتاء والوعظ على الشاشات المفتوحة ليلاً ونهاراً، لأنَّ الطرائد تأتيهم وهم يتوسَّدون حصر السياسة والدين، ويصطادون البسطاء من خلق الله بعد أن اعتمروا عمائم من صنع سماسرة السياسيين ومن خيوش شامية وإيرانية ونجفية ليمنحوا إسماً خاصاً ودفاتر مرورٍ إلى كل الجهات المستورة والمكشوفة... 

إقرأ أيضًا: وهاب شغل البلد...

إلى كل مؤمنٍ ومؤمنة وطيبٍ وطيبة، من الذين يخافون الله، أن يلتفتوا إلى هؤلاء الذين يتبوؤون مناصب من الوعظ والإرشاد والإفتاء وهم متخمون من كثرة ما يأكلون من أخماس وزكوات، ويتاجرون بالذهب والفضة، ويسكنون في أفخم القصور والشقق المفروشة والمنتزهات العامرة بالمسابح والإسراف والتبذير، فنحن تعلمنا من مدارس الأئمة (ع) من أنه "من نصَّب نفسه للناس إماماً فليبدأ بوعظ نفسه" هؤلاء يعظون الناس، وهم أحوج للوعظ لهم ولأولادهم من الذين لا يعرفون فقراً ولا يمر من أمامهم، ولا يعيش في بيوتهم، نحن ندرك أنه من أراد الله فليطلبه عند الفقراء لا عند هؤلاء المتصيدين للمال والنساء، هنا أحاول أن أزيل الصورة "المشيخية" في إطار الأمة، لأضعها في قناعٍ خاص يرتديه البعض من التجار من بائعي الوعظ والحديث والتفسير وعلم العفاريت والجان، التي تمنح هذا المزيَّف تأشيرة دخول إلى قلوب وجيوب الكثيرين من البسطاء رجالاً ونساءً بهذا الدين الحنيف...  

وأختم بهذا القول الحكيم لفقيهٍ أدرك حقيقة هؤلاء وتنحى من منصب الإفتاء وأغنى العقول والنفوس للإبتعاد عن حدود الله تعالى وهو الشيخ محمد جواد مغنية قائلاً: "إنَّ العاهر أفضل من رجل الدين المزيَّف أو المتاجر بالدِّين، لأن تلك ـ كما قال ـ تتاجر بأقذر ما في بدنها، فيما يتاجر رجل الدِّين المزيَّف بأقدس ما جاء به الأنبياء.."