من شدّة مفارقات الزمان ومكر التاريخ، أنّ من سمع كلام مخلوف وعمل بهديه هي القوى الممانعة والمقاومة المناهضة لإسرائيل
 

 

 

أولاً: رامي مخلوف والانتفاضة السورية...

 

عندما اندلعت الانتفاضة السورية قبل سبع سنوات ضدّ نظام بشار الأسد، خرج أحد أقرب المُقرّبين منه السيد رامي مخلوف، ليقول ما كان في حكم المسكوت عنه، بأنّ النظام ضرورة أمنية في المنطقة، وخاصةً على الحدود الجنوبية مع إسرائيل، وفي حال سقوطه فإنّ المجال الحيوي الأوروبي سيكون مُهدّداً في الصّميم. في تلك الأيام أبدينا ميلاً صريحاً لتصديق مخلوف، فالرجل لا ينطق عن الهوى، بل صدع بالحقيقة المسكوت عنها منذ أكثر من أربعين عاماً، تاريخ اتفاقية فصل القوات بين سوريا وإسرائيل عام 1974.

 

من شدّة مفارقات الزمان ومكر التاريخ، أنّ من سمع كلام مخلوف وعمل بهديه هي القوى الممانعة والمقاومة المناهضة لإسرائيل، فهبّت لنُصرة النظام حامي "الكيان الإسرائيلي" على جبهة الجولان، قبل أن تحضر روسيا بنفسها بترسانتها الجوية لحمايته والذّود عنه.

 

 

 

إقرأ أيضا : هل تستفيد المعارضة اللبنانية من حركة السترات الصفراء الفرنسية ؟

 

 

 

ثانياً: الشيخ روحاني ومكافحة الإرهاب...

 

ظهر اليوم في مُنتدى برلماني الشيخ حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مُناشداً القوى الأوروبية الغربية مساعدة إيران ودعمها في معركتها المفتوحة مع الولايات المتحدة الأميركية، لتتمكّن إيران من  مواصلة حربها ضد الجماعات الإرهابية بلا هوادة! ومكافحة تجارة المخدرات بحزمٍ وتفانٍ! 

وتوازياً مع تصديقنا لتصريحات مخلوف، نميل اليوم لتصديق تصريحات روحاني في نواياه الطّيبة، إنّما المعضلة تكمن في كون أمور الجمهورية الإسلامية وشؤونها هي في يد الحرس الثوري الإيراني وبرامجه التوسّعيّة في المنطقة العربية، لا في تصريحات الشيخ الفاضل، البرامج القائمة على التّسلُّح والكردسة وإنشاء التنظيمات المسلحة التي تقتات من السلطات الوطنية الشرعية وتتجاوزها، لو كانت الأمور في يد روحاني والإصلاحيّين لهان الأمر وسهُل الخطب، ولربما توقّفت حرب اليمن، وعمّ السلام مناطق العراق وسوريا ولبنان، ولربما توقّفت موجات الهجرة الجماعية باتجاه أوروبا، ولكسدت تلقائيّاً تجارة المخدرات وزُجّ مُروّجوها في المعتقلات أو شُرّدوا في المنافي.

 

رحم الله الإمام علي بن أبي طالب (ع) حين يقول: ولكن...لا رأي لمن لا يُطاع.