أكّد رئيس "حزب الكتائب ال​لبنان​ية" النائب ​سامي الجميل​ أنّ "ملف ​المدارس الرسمية​ هو من أولويات الحزب، وفي البرنامج الانتخابي لعام 2018 الّذي حمل اسم "مشروع 131"، ورد بند أساسي يتعلّق بالمدرسة الرسمية وضرورة دمجها لتحسين أدائها وجودتها".

وشدّد في المؤتمر التربوي الأول بعنوان "المدرسة الرسمية نحو الأفضل"، على أنّ "المدرسة الرسمية لا يُفترض أن تكون درجة ثانية أو للفقراء أو لمن ليس لديهم القدرة على إدخال أولادهم إلى المدارس الخاصّة"، موضحًا أنّ "في كلّ دول العالم وفي ​باريس​ مثلًا المدرسة الرسمية هي الأهم، كالليسيه في باريس الّتي هي من أشهر المدارس، كما الجامعة الرسمية في ​فرنسا​ الّتي هي أعظم ​الجامعات​".

وركّز الجميل على أنّ "في لبنان للأسف، تحوّلت المدرسة على مدى الوقت إلى محسوبيات ودخلت في منطق الزبائنية للحياة السياسية. "كل شخص يفتح دكانة" في المنطقة ليقول إنّه أنشأ مدرسة رسمية يكون فيها 50 إلى 60 تلميذًا وتكلّف الدولة 10 مرّات أكثر ممّا يجب، حتّى تصبح عبئًا على الدولة والتعليم بشكل عام".

وبيّن أنّ "الحل هو أن تضع الدولة مخطّطًا توجيهيًّا وأن تقرّر أين يجب إنشاء مدرسة وأين لا يجب، وإقفال المدارس الملاصقة وجمعها في إطار مدرسة واحدة. بهذه الطريقة نخفّض الكلفة على الدولة ونحسّن المدرسة من حيث التجهيز والبناء وعدد التلاميذ والأساتذة"، لافتًا إلى أنّ "بدل وجود 44 مدرسة في ​المتن​، يصبح هناك 15 أو 20 مدرسة، لكن شرط أن تكون بجودة عالية وتنافس ​المدارس الخاصة​".

ونوّه إلى أنّ "جمع المدارس هو باب للتحسين، من مستوى المدير إلى المستوى العلمي، وظروف التعليم وبيئته وكذلك المعدات وجودتها"، مشيرًا إلى "أرقام صادرة عن ​وزارة التربية والتعليم العالي​ حول عدد التلاميذ والأساتذة في المدارس الرسمية". وذكر أنّ "في 10 مدارس هناك أستاذ واحد لكل تلميذين إلى 4 تلاميذ، وفي 8 مدارس هناك أستاذ واحد لكلّ 4 إلى 6 تلاميذ، أي هناك 18 مدرسة فيها أستاذ واحد لتلميذين إلى 6 تلاميذ".

ورأى الجميل أنّ "وضع المدارس الرسمية ليس من مسؤولية وزير واحد، بل مسؤولية وزارة التربية على مدى الأعوام الثلاثين الماضية، وأنّ المشكلة هي في الأداء على صعيد الدولة والسياسة وجراء منطق المحسوبيات ومنطق أنّ كلّ زعيم سياسي كان يريد انشاء دكانة في ضيعته".

وأكّد أنّه "ليست كلّ المدارس الرسمية مثل بعضها، هناك مدارس في المتن الشمالي هي بالمستوى المطلوب من ناحية عدد التلاميذ والتجهيزات والجودة، وأفتخر أنّ أساتذة الرسمية هم من أحسن الأساتذة حتّى مقارنة بالمدارس الخاصة، بالتالي لا يوجد مشكلة في المستوى"، مفيدًا بأنّ "في الوقت نفسه، هناك مدارس وضعها غير مقبول، مثلًا في ​مزرعة يشوع​ حيث لا تدفئة والمدرسة عبارة عن بناء مستأجر كان مقابر سابقًا تمّ تجهيزها لتصبح صفوفًا مدرسية".

وشدّد على أنّ "على وزير التربية المقبل، وبدل إضاعة الوقت، وضع مخطّط توجيهي والبدء بتنفيذه من أجل تجميع المدارس لتحسين مستوى المدرسة الرسمية".