يحبس الفرنسيون أنفاسهم يوم السبت 08 ديسمبر-كانون الأول 2018 خوفا من مواجهات عنيفة في البلاد خلال يوم التظاهر الجديد لحركة السترات الصفراء الشعبية.
 

وأعلنت السلطات الفرنسية التعبئة العامة لهذا اليوم من حركة الاحتجاج على السياسة الضريبية والاجتماعية للرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء إدوار فيليب.

وسيتم نشر 89 ألف شرطي وعنصر درك وآليات مصفحة لتفكيك الحواجز في جميع أنحاء فرنسا لتفادي تكرار حوادث الاسبوع الماضي من مواجهات تحت قوس النصر وحواجز مشتعلة في الأحياء الراقية وأعمال نهب.

ووصف المدير العام للدرك الوطني ريشار ليزوري التدابير التي ستعتمد السبت  بأنها "غير مسبوقة". من جهته قال وزير الداخلية كريستوف كاستانير إن "طل شيء يوحي بأن عناصر متشددين سيحاولون التحرك".

من جهتها، أكدت الحكومة الفرنسية أن قوات الأمن ستكون أكثر قدرة على الحركة للتجاوب "بشكل أكثر فاعلية مع استراتيجية المشاغبين القاضية بالتفرق والتحرك" لأن "كل المؤشرات تفيد بأن عناصر راديكاليين سيحاولون التعبئة".

وأوصت سفارات عدد من الدول رعاياها بالتزام الحذر عند تنقلهم داخل العاصمة أو أرجاء سفرهم.

وطلبت سفارة الولايات المتحدة من الرعايا الأميركيين "تجنب التجمعات"، بينما طلبت الحكومة البلجيكية من مواطني بلدها "إرجاء سفرهم إلى فرنسا".

وتكرّر السلطات التنفيذية أنّها في حال تأهب قصوى، داعية الفرنسيين إلى التحلّي بالروح الجمهورية، من دون أن تخفي قلقها حيال مخاطر تفاقم الوضع.

وقال كاستانير إنّ "الأسابيع الثلاثة الأخيرة شهدت ولادة وحش خرج عن سيطرة مبتكريه"، في إشارة إلى حركة "السترات الصفراء" التي بدأها فرنسيون من الطبقات المتواضعة تنديداً بسياسة الحكومة الضريبية والاجتماعية، لكن باتت ترفع فيها شتّى المطالب والاحتجاجات وأخر المنضمين إليها طلاب المدارس الثانوية.

وفي مسعى منه للتخفيف من غضب المحتجّين التقى رئيس الوزراء إدوار فيليب مساء الجمعة في مقرّه بقصر ماتينيون. وقال بنجامان كوشي أحد أعضاء الوفد إن رئيس الحكومة ""يعي خطورة الوضع".

من جهة، قال عضو آخر في الوفد كريستوف شالينسون إنّ رئيس الوزراء "استمع إلينا ووعد برفع مطالبنا إلى رئيس الجمهورية. الآن نحن ننتظر ماكرون". وعبر عن أمله في أن يتحدث الرئيس "إلى الشعب الفرنسي كأب، بحب واحترام، وأن يتّخذ قرارات قويّة".

وماكرون الذي التزم الصمت طيلة هذا الأسبوع قال إنّه لن يدلي بموقف بشأن هذه الأزمة إلّا مطلع الأسبوع المقبل.

وسيتم إغلاق برج إيفل ومتحفي اللوفر وأورسي ومركز بومبيدو والمتاجر الكبرى ومسرح الأوبرا، السبت بينما ألغي عدد من مباريات كرة القدم. وقام أصحاب المتاجر بحماية واجهات محلاتهم.

وفرضت قيود على حركة السير وأغلقت عدد من محطات المترو بينما تم تحويل مسار العديد من الحافلات.

في الوقت نفسه، وبمناسبة مؤتمر المناخ في بولندا، تنظم في فرنسا السبت مسيرات عدة تلبية لدعوة عشرات من المنظمات غير الحكومةي والنقابات. وعلى الرغم من المخاوف الأمنية لم يلغ المنظمون المسيرة المقررة في باريس.