لقد حمى حزب الله وئام وهاب كما أن عجز السلطة حماه أيضاً
 

سحب كلامه واعترف بأنه لا يقصد الشهيد أو ابن الشهيد أو عائلة الشهيد رفيق الحريري وهذا ما عابه عليه رفاقه ممن ينصتون الى فكاهته السياسية وأحذيته المنتشرة في كل الأمكنة ضدّ أميركا والأمم المتحدة ومجلس الأمن والعدوين الغاشمين اسرائيل ودول الخليج ومن تبع الدولتين من أذناب الداخل.

لا يترك أحداً الاّ وأصابته فردة حذائه السوري أو الايراني لذا جذب الانتباه اليه و أصبح له مريدون ممن يتابعون فقاقيع البرامج السياسية للجهتين السياسيتين المتسابقتين على استضافة الوزير حُباً به وبقفشاته العنترية التي تجعل من وليد جنبلاط صاحب دكان للخرضوات في المختارة ومن سعد الحريري تاجراً فاشلاً من تجار بيروت أو صيدا ومن سمير جعجع مجرم حرب يجب حبسه وعدم الخروج منه بأيّ كفالة أوشهادة حسن سلوك أو تبرأ مما جنته الحروب التي شارك فيها الجميع وخرجوا منها أبطالاً.

إقرأ أيضًا: جنبلاط وجرس الإنذار

حاول أن يبكي أن يذرف دمعة واحدة على قبر الجاهلية لكنه لم يستطع فالمصاب جلل والدمع لا يوقظ النائمين من توابيتهم لذا ضحك وفتح ملء فمه لنصرة عنصرين من المكتب السياسي بعد أن اطمئن لوعد الحزب المقطوع بحمايته بعد أن خاف من أن يُترك وحيداً لذا استجار بلحيتي الطهارة ليحمي ذنوبه وما اقترفه بحق خصوصيات لا علاقة لها بالخلافات السياسية وبحق مشاعر طائفية كادت أن تحرق بعض ما لم يحرق بعد من يباس سياسي في السلطة وفي الشوارع.

لاذ بالفرار هرب وترك سلاحاً غير شرعي لمواجهة سلاح شرعي وكان ما كان واستفاقت الخلية النائمة من جماعة الوصاية وتبيّن لجماعة المستقبل والسيادة أنهم أضعف من المواجهة وأن خروج الجيش السوري ونهاية أسطورة النظام وسيطرته المطبقة والمطلقة على لبنان لم تلغ التابعين له ولم توهن منهم ومازالوا أقوياء وأكثر حضوراً في المشهدين الاعلامي والسياسي وأكثر تأثيراً من جماعات السيادة فبات الحزب التقدمي ضعيفاً في جبله أمام جاهلية وهاب وبدا تيّار المستقبل أكثر وهناً وضعفاً فلم ينجح في استغلال وقوع وهاب في فخ الخطيئة وخرج منها رافعاً رأسه بشهادة مرافقه وبحماية عمامتين درزية وشيعية وتبيّن للقاصي والداني ومن خلال وسائل اعلامية ناشطة ضدّ الدولة أن الحق يقع على الأجهزة المختصة وعلى رأس السلطة في ظل سكوت أكدّ حق وهاب وباطل الآخرين.

إقرأ أيضًا: اذا كان حزب الله القفل الحكومي فمفتاح الحلّ بري

لقد حمى حزب الله وئام وهاب كما أن عجز السلطة حماه أيضاً وبات القانون صالحاً للفقراء فقط دون غيرهم وهذا ما يعيب القائلين به ليل نهار وصيف شتاء وهذا ما يدعو ضعفاء المرحلة وضعفاء الحيلة الى الخروج من اللعبة السياسية التي تحتاج الى أقوياء بقوّة الحق وهذا ما يحتاج الى أناس لا تلهيهم مصالحهم الشخصية عن المصالح الوطنية فلا عيب ولا حرج في ترك السلطة وفي ترك المسؤولية والعودة الى صفوف التجربة لمراكمة خبرات في الإدارة السياسية.

طبعاً أضغاث أحلام ونحن نعلم جيداً بأنهم متمسكين بحبال السلطة ولوكانت أوهن من خيط العنكبوت طالما أنها تلبي حاجة معينة ترضي من ارتضى بها واكتفى بها لصعوبة الحصول على عمل حكومي خاضع لموازين العدل في الدستور والقوانين.

ليست البطولة في حرق دولاب وتكسير سيارة ولا في رمي الناس والشهداء بقاذورات الألسنة التابعة لعرفاء في المخابرات السورية وغيرها وانما البطولة تكمن في الخصومة الشريفة والتي تحترم الخصم لأن المشكلة تكمن في المواقف لا في أصحابها فنتجنب الشخصي بالإشارة الى الدور والممارسة وهذا ما لا يجيده السياسيون في لبنان لأن أكثرهم زبائن غب الطلب في السوق المخابراتي وعلى الطريقة الجاهلية.