لا يرى فضيلة الشيخ سوى سلامة وعُلُوّ شأن من يواظب على حماية وهاب وأمثاله ومدّه بالمال والسلاح والرعاية،
 

اكتملت وفود "الحُجّاج" إلى بلدة الجاهلية للعزاء بفقيد البلدة محمد أبو دياب، بوصول الشيخ ماهر حمّود لتقديم واجب العزاء للوزير السابق وئام وهّاب، وكان قد سبقهُ في ذلك ممثّل حزب الله، والوزير السابق النائب عبدالرحيم مراد، والنائب جهاد الصمد، ووفود حزبية من أبرزها وفد التيار الوطني الحر برئاسة وزير البيئة طارق الخطيب.

اقرا ايضا: هوجة وئام وهاب.. التّعثُّر الأمني يفاقم وضع التعثُّر الحكومي

 

بدا الهدف الرئيسي من هذه العراضة إيصال رسائل سياسية داخلية أكثر منها مناسبة اجتماعية دينية على سبيل العزاء والمواساة، فقد تبارى "المُعزّون" في إدانة الحملة الأمنية لشعبة المعلومات واعتبار المسار القضائي لهذه الحملة تجاوزاً للقانون وتجنّياً على المُدّعى عليه وئام وهاب بجناية القدح والذم بحقّ رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري. إلاّ أنّ ما يلفُت النّظر كان تصريح الشيخ ماهر حمود، فقد استنكر "فضيلة" الشيخ جريمة مقتل أبو دياب، وبرّأ مُطلقي النار العشوائي ومعهم الوزير وهاب  من ارتكابها، ورأى من واجبه الديني تقديم العزاء لوهاب قبل جلاء ملابسات التحقيقات الأمنية-القضائية، والأدهى من ذلك، أنّه قفز فوراً إلى إعطاء الدروس والمواعظ السياسية-الأخلاقية، فأهاب بمعارضي تيار المقاومة والممانعة ومُناوئيه للعودة إلى رُشدهم، والاتّعاظ من دروس فشلهم وخيباتهم المتواصلة، في حين راكم تيار المقاومة الانتصارات والنجاحات، (ولعلّ آخرها تفوُّق وهاب الأخير على الحملة الأمنية) من قهر العدو الإسرائيلي إلى القضاء على التكفيريّين في لبنان وسوريا، وتأمين الاستقرار الداخلي، وفي "زحمة" الانتصارات لا يرى حمود أزمات البلد المفتوحة على كافة الاحتمالات المشأومة ، لا يلحظ جسامة الأزمة الحكومية المستفحلة، ولا يرى في الفساد شرّاً مُستطيرا، لا يرى فضيلة الشيخ سوى سلامة وعُلُوّ شأن من يواظب على حماية وهاب وأمثاله ومدّه  بالمال والسلاح والرعاية، وهو بالطبع لا يرى ضيراً في استمرار حصوله على المدد الإيراني، رغم معاناة ثلث الشعب الإيراني من حالات العوز والفقر والحاجة، وهو لا يرى بالطبع ضيراً في خروجه من نعم الإسلام الرحب، والدخول في مضائق الجاهلية والضلال.

لزم أعرابيٌ سفيان بن عُيينة حتى سمع منه ثلاثة آلاف حديث، ثمّ جاء يُودّعهُ، فقال له سفيان: يا أعرابي، ما أعجبك منها؟ قال: ثلاثة أحاديث: حديثُه (ص) كان يُحبُّ الحلواء ويحبّ العسل، وحديثه (ص) : إذا حضر العشاء وحضرت الصلاة، فابدأوا بالعشاء، وقوله (ص) : ليس من البرّ الصيام في السّفر.