لا يختلف اللّبنانيّون عن شعوب العالم في تركيزهم، في عيدي الميلاد ورأس السنة، على الثياب والهدايا
 
بعد أن غاب طعم الإستقرار السياسيّ على اللّبنانيّين، إلّا أنّ ذلك لن ينتزع منهم بهجة العيد ولن يمنعهم من الإقبال على التسوّق لشراء الهدايا ومستلزمات الزينة، إنّها أيّام الفرح التي غابت لسنوات وسنوات. 
 
كما هو المعتاد سنويًّا، أضيئت شجرة عيد الميلاد وسط العاصمة، يوم أمس الإثنين، بمُشاركة اللّبنانيّين من كافّة المناطق والطوائف، في إنطلاقة موسم الأعياد ورأس السنة، حيثُ إرتدى قلب العاصمة النابض، حلّة الأعياد بالأضواء والأشجار المزيّنة بالألوان المبهجة.
 
وتبدو شجرة الميلاد بألوانها وبريقها الأخاذ، كالعروس بين وصيفاتها، فيظنّها الناظر قمراً أبيض فوق قطعة عتيقة من الأرض.
 
يرى الجميع حبال الضوء والشجرة هنا على طريقته، فالبلدية تراها إنجازاً لافتًا والكبار روعةً يُضاف لسحر المدينة أمّا الصغارُ فيرونها عيدًا بهيًّا من الأضواء.
 
وتتضمّن أنشطة عيد الميلاد هذا العام "غابة عيد الميلاد" والتي هي عبارة عن 315 شجرة مضيئة وزّعت في كافة أنحاء أسواق بيروت. كما زيّن مدخل الأسواق بقوسين مع إضاءة مميزة، بالإضافة الى شجرة الميلاد الرئيسيّة التي أضيئت يوم السبت المنصرم. كما سيتمّ عرض "منزل سانتا" المفعم بروح الميلاد في شارع فخري بيه حيث سيتمكّن الزوار من إلتقاط الصور التذكاريّة.
 
كما سيفتتح "سوق الطعام والحرف الميلاديّ" في شارع فخري بيه - أسواق بيروت بحلًة تضفي رونقاً جمالياًّ على الأعياد المجيدة.
 
 
وستضمّ الأسواق مأكولات ومنتجات من مختلف المناطق اللّبنانيّة والعالم، بمشاركة مجموعة من المطاعم حيث سيتمكّن الزوار من تذوّق أطباق منوّعة وجديدة كما ستتاح الفرصة أمام الأولاد للإستمتاع بصناعة الأطباق المختلفة بأنفسهم في بعض الأكشاك.
 
كما سيفتتح "سوق الأزهار الميلادي" سوق الطويلة والذي سيضع أمام الزوار خيارات عديدة من الأزهار والأشجار الخاصّة بالأعياد حيث ستُتاح الفرصة أمامهم للإستمتاع بها وشراءها.
 
كما ستقدَم عروضاً موسيقيّة وإستعراضات ميلاديّة مميّزة لإضفاء بهجة الأعياد.
 
فبعد أن كان طقس تزيين الشوارع والمدن في هذا العيد مقتصرًا على مدن ذات الصبغة المسيحيّة، إنتقلت زينة الميلاد إلى مناطق متعدّدة، وتحوّلت إلى قضيّة تتنافس عليها المدن والقرى اللّبنانيّة كافّة من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال.
 
ولا يختلف اللّبنانيّون عن شعوب العالم في تركيزهم، في عيدي الميلاد ورأس السنة، على الثياب والهدايا، وبدأت الأسواق منذ فترة تستقبل الزبائن الذين يأتون لشراء الهدايا ولوازم الزينة، وتشهد محلات الألبسة والذهب والعطورات والإكسسوارات حركة رغم الأوضاع الإقتصاديّة الصعبة.
 
وقالت السيّدة سارة فرنجية لـِ موقع "لبنان الجديد": "الألوان والإضاءة تُزيّن شوارع بيروت، وتنثر البهجة والسرور على كافة أبنائها، صغارًا وكبارًا، بالرغم من الأوضاع السائدة في لبنان إلّا أنّ ذلك لن يُعكّر فرحة العيد و من هنا أريد أن أوجّه رسالة للعالم بأنّنا رواد سلام، وها نحن نفرح ومن حقّنا أن نفرح".
 
وأشارت السيّدة ريم خوري إلى أنّه ليس هناك أجمل من أن ترى الفرح والبسمة على وجوه الجميع وخاصّة الأطفال، رغم كلّ الظروف التي يعيشها لبنان.
 
أمّا الأسواق والمراكز التجاريّة، تتنافس حاليًّا فيما بينها على إستقطاب أكبر عدد من الزوار لـِ يقصدونها مع أولادهم ويتفرجوا على بابا نويل في عربته الذهبيّة المحملة بالهدايا و على القرى الميلاديّة التي تسكنها الدبب القطبيّة البيضاء المصنوعة من الزجاج أو القطن أو الخشب.
 
وعلى الرغم إستياء جميع اللّبنانيّين، من الأوضاع الأمنيّة، السيّاسيّة والإقتصاديّة غير المستقرّة فيه، إلّا أنّ أجواء العيد بدأت تغمره بإمتياز بفضل الزينة والإنارة والأناشيد الموسيقيّة الصادحة من هنا وهناك لتنسيهم واقعهم ولو لأيام قليلة.